الصحابي عمير بن الحمام
ـــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- حزيران -2020
هو عمير بن الحُمام بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب الأنصاري، و أمه هي النوار بنت عامر بن نابىء، و قد ولد فى مدينة يثرب و شهد معركة بدر و توفى في عام 2 هجرية.
كان الصحابي العمير بن الحمام يمتاز بالشجاعة و قوة شخصيته، و كذلك إقدامه في سبيل الإسلام، حيث نجد ذلك من مواقفه مع رسول الله صلى الله عليه و سلم اثناء غزوة بدر
من السابقين للإسلام قبل دخول الرسول صلة الله عليه وسلم المدينة المنورة، وبعد وصول الرسول إلى يثرب ظل محبًّا لرسول الله وزادت عقيدته تأصيلاً وقوة، فكان على استعداد لفداء الإسلام بحياته.
بدأت معركة بدر الكبرى في اليوم السابع عشر من رمضان في السنة الثانية من الهجرة النبوية المشرفة، والتي واجه الحق فيها الباطل وجهاً لوجه في ميدان القتال، والتقى الجمعان، فئة قليلة مؤمنة تقاتل في سبيل الله، وفئة كثيرة كافرة تقاتل في سبيل الشيطان، وانعقد الغبار فوق رؤوس المقاتلين، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم ينظم صفوف المسلمين، ويحرضهم على القتال، ويعدهم بالخلود في جنات النعيم، كما روى ابن هشام في السيرة النبوية في حديثه عن غزوة بدر، قال: ".. ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرضهم، وقال: (والذي نفس محمد بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل، فيُقتل صابراً محتسباً، مقبلاً غير مُدْبر، إلا أدخله الله الجنة)".
إن مِن حكمة الله تعالى وفضله إكرامُ بعض عباده بنيل الشهادة في سبيله، التي ينال حاصلها أعلى المراتب والدرجات، ومن ذلك ما حدث لبعض الصحابة رضوان الله عليهم يوم بدر، وكان منهم عُمَيْر بن الحُمَام الأنصاري رضي الله عنه، الذي كان من أوائل الذين آمنوا بالإسلام قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة، قال الشوكاني: "وأخرج ابن منده في المعرفة عن ابن عباس قال: قُتل عمير بن الحمام ببدر، وفيه وفي غيره نزلت: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ} (البقرة:154)".
كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين عُبَيدة بن الحارث المطلبي، فقتلا يوم بدر جميعًا، وقال ابن إِسحاق: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم بدر: "لاَ يُقَاتِلُ أَحَدٌ فِي هَذَا الْيَوْمِ فَيُقْتَلُ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ، إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ". وكان عميرٌ، واقفًا في الصف بيده تمرات يأكلهن، فسمع ذلك فقال: بَخٍ بَخٍ، ما بيني وبين أَن أَدخل الجنة إِلا أَن يقتلني هؤلاء، وأَلقى التمرات من يده، وأَخذ السيف فقاتل القوم وهو يقول :
رَكْضًا إِلَى الله
بِغَيْرِ زَادِ إِلاَّ الْتُّقَى
وَعَمَلَ
المَعَادِ
وَالْصَّبْرَ فِي اللَّهِ عَلَى الْجِهَادِ إِنَّ الْتُّقَى مِنْ أَعْظَمِ الْسَّدَادِ
وَخَيْرُ مَا قَادَ إِلَى الرَّشَادِ وكُلُّ
حَيٍّ
فَإِلَى
نَفَادِ
وقيل: قتل، وهو يقول:
رَكْضًا إِلَى اللَّهِ
بِغَيْرِ زَادِ إِلَّا التُّقَى وَعَمَلَ المَعَادِ
وَالصَّبْرَ فِي اللَّهِ عَلَى الجِهَادِ وَكُلُّ زَادٍ عُرْضَةُ النَّفَادِ
غَيْرَ التُّقَىَ وَالبِرِّ والرَّشَادِ
وبعد أن سمع عمير حديث النبي صلى الله عليه وسلم تقدم بشجاعة وظل يقاتل محتسبًا لوجه الله تعالى, مقبلاً على مواقع الاستشهاد, بكل جرأة وقوة وشجاعة حتى لقي ربه, فكان أول شهداء النزال والالتحام في المعركة.وفاز بنعمة الشهادة
لقد أثر عمير بن الحمام في جميع المسلمين المشتركين في غزوة بدر من أجل تحريضه لهم على الشهادة، وطلبه لها بكل ما أوتي من قوة ونظرته لطول عمره إلى أن يفرغ من أكل التمرات التي في يده فيرميها
استشهاد الصحابي عمير بن الحمام
قال الواقدي: و من قُتل من بني سلمة بن حرام عمير بن الحمام بن الجموح، قتله خالد بن الأعلم، و يقال أن حارثة بن سراقة هو من قتله، و قد ضرب الصحابي العمير بن الحمام مثالًا جليلًا للتضحية في سبيل الإسلام في غزوة بدر و صدق ايمانه و حسن إسلامه و يقينه بما أعد الله للمسلمين في الجنة و تضحيته بنفسه لنشر الدين الإسلامي القويم.
المصادر
1- ابن كثير
2- سيرة ابن هشام
3- مغازي الواقدي
4- الاصابة ابن حجر
5- ابن اسحاق
6- الطبقات الكبرى لابن سعد
7- أسد الغابة في معرفة الصحابة
Monday, June 29, 2020
الكاتب الكبير د .صالح العطوان الحيالي الحالي/ النص الوثائقي / الصحابي عمير بن الحمام
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment