الكاتب الاديب أ بركات الساير العنزي / النص / عظماء ولكن

اللقاء الصحفي الرابع
مع عميد الأدب العربي الدكتور
طه حسين
من كتابي الكشكول
عظماء ولكن..
سيدي الأديب الكبير، ستكون أسئلتي معك، لن أتهمك، أنت تتكلم عن نفسك ترافقك هيئة من المحلفين الصادقين، ولن تستطيع أن ترفضهم وهم.
الأزهر الشريف
أخوك الأكبر الشيخ أحمد حسين،
عبدالحميد البنان أفندى عضو مجلس النواب ١٩٢٦
كتابك الشعر الجاهلي
كتابك حديث الأربعاء
كتابك الأيام.
القاضي المستنير محمد نور
كتاب (محاكمة طه حسين) لخيرى شلبى الذى نشر فيه لأول مرة نص التحقيق مع طه حسين.
الاتهامات..
انكار وجود القرآن
إنكار وجود الشعر الجاهلي
انكار نبوة ووجود ابراهيم واسماعيل
إنكار عروبة مصر
١-الكاتب. سيادة العميد
أنت قلت..
اعطوني قلما أحمرا لأصحح لكم أخطاء القرآن.
ماقصدك؟؟
طه حسين..
عندما كتبت كتابي الشعر الجاهلي،١٩٢٦.. ثار أهل مصر علي،وأقاموا الدعاوى ضدي.وأحيل وزير المعارف للتحقيق والاستجواب في البرلمان واستقال،كل ذلك بسبب آرائي في القرآن والشعر الجاهلي،
الشعب لايعطيك القلم الأحمر للتعبير عن رأيك،هذا ماقصدته.
٢-الكاتب كيف تريد من الشعب أن يسمح لك بنقد معتقداته الإسلامية؟
-طه حسين،،
كنت أظن أن الطبقة المثقفة من الشعب قد وصلت من الوعي،لتسمح بتبادل الفكر وتقبل النقد،وأنا أرى أن الحريّة هي الداعم الحقيقيّ للعلم والثقافة، فلا ثقافة حقيقيّة دون حريّة.
٣-الكاتب..
أنت تقول إن القرآن كتاب بشري وليس إلهيا.كيف تبرر ذلك؟
-طه حسين..
هي آراء تراجعت عنها ولكن في بداية تطبيقي لنظرية ديكارت.التي تقول الشك يوصلك للحقيقة،
واعتمدت على رؤيتي أن القرآن كان يخاطب قبيلة قريش وما حولها، وقلت إنه خاص بقريش وليس للإنسانية كلها،وإنه كتاب بشري،
وأنا بدات حياتي بالإسلام ورجعت للإسلام.فقد تراجعت عن أقوالي وتبت إلى الله.
٤-الكاتب..
أنت تقول إن الشعر الجاهلي كله منحول،ولم يكن شعرا جاهليا.وأنت تنفي كل ماوردنا من معلقات وأشعار جاهلية،كيف تبرر ذلك؟
-طه حسين،،،
أبرر ذلك أن الشعر كله كتب بلغة قريش،
والقبائل كانت منفصلة وبعيدة عن بعضها،فلا بد أن تكون لغتهم مختلفة،
والشعر الجاهلي جاءنا مشافهة ولم يكن مدونا،وفيه رموز ومصطلحات إسلامية ولم يكونوا مسلمين،
وعلى هذا الأساس رفضت وجود الشعر الجاهلي،وأنه منحول،انتحله رواة إسلاميون،
٥-الكاتب..
كيف تفسر أنكارك لقصة إبراهيم واسماعيل.؟
-طه حسين..
أنا قلت في كتابي..
للتوارة ان تحدثنا عن ابراهيم واسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا، ولكن ورود هذين الاسمين فى التوراة والقرآن لا يكفى لإثبات وجودهما التاريخى فضلا عن اثبات هذه القصة التى تحدثنا بهجرة اسماعيل بن ابراهيم الى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها).
٥-الكاتب..
هل كان طه حسين ملحدا؟ لقد أنكرت الأديان.
طه حسين..
قالوا عني إني ملحد عندما كتبت
- فى مقال نشرته صحيفة (السياسة) الأسبوعية 17 يوليو 1926 واثبته فى كتابي
( من بعيد )
فالدين ظاهرة كغيره من الظواهر الإجتماعية، لم ينزل من السماء ولم يهبط به الوحي، وإنما خرج من الأرض كما خرجت الجماعة نفسها " .
٦الكاتب..
وإذا ذكرالقرآن عند طه حسين، والأسلوب الأنجح فى تعلمه، كان الفخر يحدوه أنه تلقاه على أيدى المستشرق الفرنسى، الناقم على الإسلام والقرآن المسيو (كازانوفا)
ماردك على هذا الاتهام؟
-طه حسين..
" لم أكد أجلس إلى كازانوفا حتى استيقنت أن هذا الرجل، كان أقدر على فهم القرآن وأمهر فى فهمه وتفسيره ، من هؤلاء ـ  علماء الأزهر ـ الذين يحتكرون علم القرآن ويرون انهم خزنته وأصحاب الحق فى تأويله " .
" ولقد أريد أن يعلم الناس أنى سمعت هذا الأستاذ (كازانوفا) يفسر القرآن الكريم تفسيراً لغوياً خالصاً.
٧-الكاتب..هذا اعتراف صريح منك أنك كنت تتبع المستشرقين أعداء الإسلام.

الكاتب،،
سيدي العميد الاتهامات ضدك كثيرة،
قدمت أدبا ولكن شوهته بأفكارك،أحبك الناس ثم ابتعدوا عنك.
لقد اعتمدت في نقدك على آرائك الغربية،وأردت أن تخالف لتعرف ولتشهر أكثر،وليكون اسمك مدويا وقد أخطأت ذلك لأنك فسرت رؤاك بمعزل عن التاريخ الجاهلي،والعلوم الدينية،
لازال في جعبتي الكثير من الأسئلة إلى اللقاء في جولة صحافية أخرى.