Sunday, June 28, 2020

الأديب القدير أ. حسين علي الرفشاوي / النص / ترنيمة الأحزان

(" ترنيمة الأحزان ")

شق جبين الروح سهم البعد و القهر
بلحننا  الشجي  اطرب  السهر
و الرئة الحمراء قد  دنسها  الدرن
و أصبحت ارجاء قلبي تفقد الأمن
تخبط - تأوه- رمضاء - ساقها القدر
لا يدرك السجان لوعة المسجون
من اجهض الحمل فلا يدري
بكسر قلب امه الحنون
يا خيرنا قد عاث فيك مارد السنون
يلحن الفؤاد لوعة الزمن
و يعزف العليل في كل سهاد
ترنيمة الاحزان في مسارح المحن
و انحسرت منابع النسيم و المطر
تسيد القمل على العراق
و قيدوا السنابل الغراء بالوثاق
و قد نفوا الأيتام و الثكالى
في شعبة الاذلال و الاملاق
و افرغوا ضوء القمر و أطفأوا السراج
و قد نفت شمس كرامة الإنسان
و قصصت ارجلنا لنترك المعراج
آه لعتمة الليل و حرقة السهر !!!
و كبلت أيدي الشباب حيث لا فجر
و اصبح البركان خادما صغيرا لا يضر
و ابتلع الحيتان ثروة البحر
كفى كفى لا يحمل العراق اي صبر
و بات كل مجتهد !!!
يصارع الوضع الشجن
و اغلقت بامرهم كل المساجد
و هددوا المؤذن
أيا ابا النهرين أمسيت صريعا نازف النحر
و كرم المجنون لب نابغ أدر
و بتلة القلب يمزقها الضجر
و كل افعى ترتوي بقتلنا يغذيها الدهر
يا تربة النهرين ليس فيك ماء
يشتت الدماء
فكل وقت يرفع العراق دمه إلى السماء
و اقتلعوا بحربهم بواسق الشجر
و قطعت حبال صوتنا الفتان
و جف نهر العذب قسرا
ليجري نهر الجوع و الاحزان
و قد بعدنا عن ديار النصر جبرا
لنسكن  الخسران
و انتكست بيارغ الصمود
و أصبحت لا تكفي الاكفان و اللحود
و أقصي النحل ليعتلي الحشر
و استدرجت أنف العذارى
لشم ريح غيهب التقدم
و سافرت أفكارنا لأرض قاحلة 
و هاجرت طيورنا و لم تعد تزقزق
و حاربوا التلميذ و المعلم
و اطلق السراح للإرهاب في الفلاة
و مات ذلك البريء في يد الجناة
و رافق البوم سمائنا و غادر الصقر  !!!

حسين علي الرفشاوي


No comments:

Post a Comment