Friday, May 15, 2020

الشاعر الاديب جنان السعدي / فرارات

(( فرارات ))

كيفَ يمكن أن نكون ؟
الفجرُ قفازٌ و كمام
الحلّاجُ أنهكهُ السعال
كرغيفِ الطينِ إختمرتْ آلافُ الإجاباتِ
المخبرُ السري يصرخ
حانَ تعليقُ الأمنياتِ إلى إشعارٍ آخر
التوقيعُ حاكمُ الولاية
يلفُ المخرجُ كالمعتوهِ يدورررر 
الممثلُ فاغرٌ فاه
في حنجرةِ فيروز يغفو بردُ تشرين
يأكلُ الإسمنتُ أقدامَ المُعزين
كعادتهِ يستحمُ المطرُ
قبلَ إفطارِ القطيعِ وكلبِ الحراسة
تُداعبُ الريحُ أسمالَ دميةٍ
أوصالها تناثرت كحلوى المنتصرين في حربِ البسوسِ
يا لخيبةِ دميتنا
فقد إرتوت من ماءٍ آسنٍ
إنهُ كرنفالُ الكوابيسِ الهجينةِ
بفرشاةِ الأسنانِ للعامِ الماضي والعشرين
( ألبير كامو) رسمَ الطاعونَ لوحةً سرياليةً حازت إعجابَ الدعاةِ
لوحةٌ سرقت أجفاني الأسيرةُ في الحجرِ الصحي
حينَ باعني رجلُ الفراراتِ كنتُ أظنُ سأطيرُ مع الفرارةِ وأغني (  فرارات فرارات شندل مندل فرارات )
وحينَ تساقطت أسناني الدائمية
شعرتُ بالخيبةِ التي سحقت بهجةَ الفراراتِ
يااااااا لضوءِ القمر
هلّا منحتَ الجدَ كلكامش نبتةَ الخلودِ
ربما كانت القناديلُ الخافتةُ
ستورقُ عن زهورِ الياسمين
ربما توالدت هتافاتُ الصالحين
عن أبي ذرٍ جديد
عن مسيحٍ يولدُ في بيوتِ الطين
وعن أبي الذي غادرنا
وهو يحلمُ برطبٍ كثير البركاتِ
و دستورٍ يُحرِّمُ الدمعَ
والموتَ في غيرِ المعادِ
وعن سلطانٍ يُقبِّلُ أقدامَ العتالين
ويبحثُ  الليلَ عن جائعٍ أغمضَ العينَ وعن مسكين
إنّها الرؤيا
دعستها أقدامُ العسكرِ الغازي
وباعةُ الضميرِ

... جَنان السعدي  ...


No comments:

Post a Comment