لولاكِ
————
لم يبقَ لي مكان
على هذهِ الأرض
غير صورتكِ المعلقةِ بأذهاني
فأنا المشردُ أجوبُ دروبَ صفناتي .
لم يبقَ لي حيز
في هذا الكونِ
غير كواكب الدموع
تحيطُ مجراتِ الوجع٠
لولاكِ … لما كنتُ ولا إلى هنا آتي
حتى تعلمتُ الكتابةَ
على جدرانِ العذابِ بقلمٍ من نيران
ثم من أضلعي أشطبُ أبجديةَ الأنينِ
بريشةِ الحرمان ،
لولاكِ … لما عرفتُ النظرَ إلى النوافذ
أتأكدُ من ذاتي
أتفحصُ نفسي بأصابعِ ذكراكِ
ينفذُ اسمُكِ من زجاجِ اللهفة
من دون كسرِ خاطري
وأمسحُ الضبابَ
بعينيّ الغارقتين بوحل الإنتظار .
لولا ضيقُ العشقِ
لما هاجرَ قلبي قبلَ قصائدي
إلى غابةِ المشاعر .. غزيرةٍ بزخاتِ الجنون ٠
قد أفوزُ ، لو بيدي رمحٌ ،
أصطادُ به أيائلَ الغزل
وأكتبُ سطراً من دمٍ على زندي
ثم أتيكِ مرتدياً جلدَ الزفرات
كأنني صيادٌ ماكر
لا أخفيكِ سراً
إنّي لا أملكُ سهامًا
ولست ماهرًا إلا بكِ وإليك …
يا فارسةَ الضحايا
اشعلي للبحرِ ناراً
من أشرعتي
إن حاولت الفرارَ أو الخلاص ،
ها أنا أشكو الصواري الخالية من الحبال عند الشروع…
أشكو ضحالةَ البحارِ عند العوز ،
رضيتُ بقسمتي
كقبطانٍ حاصرته بوصلةٌ
تحته الغرق وفوقه الزمان..
……………………
عبدالزهرة خالد
البصرة / ١- ٥ -٢٠
Monday, May 4, 2020
الاديب الراقي / استاذ Az Khalid / النص / لولاك
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment