Saturday, April 18, 2020

الاديب الكاتب العراقي القدير الاستاذ / مهدي سهم الربيعي /النص / حقيقة مغيبة

بينَ فيهٍ وفيه ..حقيقةٌ مغيبةٌ (الجزء الثاني)
=================
ستجبِرهُم على التصديقِ

أنَّني لم أكنْ صوتاً للحربِ ..
إستَخدمُوني بوقاً ..
أنفُخُ  الأشلاءَ ..
على أرضٍ منتصرةٍ خاسرة ..
بنفخةٍ واحدةٍ
(مُسير)

سَتُجبِرهُم على التصديقِ ..

أنَّني بقيتُ مُعلقاً ..
أراقبُ إتجاهَ الرِّيحِ ..
تَعلكُني أسنانُ الطَّاحونةِ ..
ساعةَ تزأرُ  العاصفةُ ..
خرقةٌ باليةٌ ..
أميلُ حيثما يَنفُخون .
(أُضْحِية)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنَّني لستُ ممنْ يَلتهمونَ حُلماتِ النِّساءِ ..
كالزيتونِ المنتفخِ ..
أنا أحتسيَ دماءَ الحُريةِ ..
نبيذٌ معتقٌ  ..
لما وجدتُ رأسيَ  مقطوعاً ..
سللتُ سيفيَ
(مُتأخرٌ)

ستجبرهُم على التَصديقِ ..

أنَّني أرىٰ جَسدي هوَّةً ..
نهراً عاطلاً ..طائراً ..
ضيعَ الأفقَ ..
والناسُ تَحسرُ عنهُ النَّوافذَ
(تائهٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنَّني سأجدفُ على نداءِ جديلةِ أُمِّي المَبتورةِ ..
لمْ يَعصمْها المَشيبُ..
تهاوىٰ عليها  ..
فأسُ جلادٍ مستبدٍ..
فتوارَثتْ حِقْدي
(إسْتبْداد)

ستجبرهُم على التصديقِ

انَّني لم أرَ الشَّمسَ ..
منذُ مولدِ الكُسوفِ ..
منذُ أنْ زرعوا نُطَفَهَم المُشوَّهةِ ..
غَرسوا ..
وغرستُ ..
بعضَ هَذياني ..
فأنبتُّ شجرةً وحشيةً
(مُخلفات)

ستجبرهُم على التصديقِ..

أنَّني يُضخمني الغَضبُ ..
يَتملكُني صمتٌ قسريٌ ..
بينما أسمعُ تعليقاتٍ واخزةً..
مضطراً أُسلِّم رأسيَ ..
لمناجلِ اليأسِ
(عاجزٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنَّني لستُ فريسةٌ ..
لكنْ غُددَ الخوفِ الكثيفةِ..
التي زَرعوها في عَقلي..
أفرزتْ ..
فتناولوا رَقَبتي
(غابةٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنَّني لا أَدورُ ..
لكنْ ..
دارتْ عَليَّ ..
تَحصدُني مَناجلُهُم
(غيبةٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنَّني معَ الغارقينَ ..
إستغلَبَ عليَّ الطُّوفانُ ..
بِلُجةِ بطنٍ فارغةٍ ..
أتحدثُ ..
عن العمقِ الزاخرِ
(ساذجٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنَّني  قد لا أكونُ حياً بعدَ ساعةٍ ..
لأشهدَ مَراسمَ التَشييعِ ..
الشَّبيهةِ ..
بحفلٍ ماجنٍ ..
(معدمٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنْ تكونَ مثلَ هُبَلَ ..
ذلكَ يسيرٌ جداً..
ماعليكَ الّا الوقوفَ منتصباً ..
وتكتيفَ يَديكَ ..
بانتظارِ نذورٍ من كيسكَ
(أوامر)

ستجبرهُم  على التصديقِ ..

إنَّ .. عَدالتَهُم
أقاموا لها  نَصباً تذكارياً ..
بعدَ أنْ أقامتْ على جِلدِيَ الطَرِي ..
حفلَ جَلدٍ داعرٍ
(تكريمٌ)

ستجبرهُم على  التصديقِ ..

إنَّ الخوفَ ..
أزارٌ مثقوبٌ ..
يكشفُ ضَعْفي
(وهنٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنَّ الغبارَ  المتطايرَ أمامَهُم ..
كانَ صولةً لأقدامِهم البطلةِ ..
الفارةِ ..!؟
بسرعةِ مئةِ ميلٍ ..
في الإستدارةِ
(إنهزامٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنَّ  الأحاديثَ لم تعدْ تُجْدي ..
سأمارسُ طقوسَ المجانينِ ..
وليحدثَ مايحدثُ
(لامبالاة)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

ان الغروب لم يعد سخياً ..
في نزولِ ملائكتهِ ..
استحوذَ السَّجانُ ..
أجرَ آخرَ السَّجداتِ ..
لمنْ كانتْ  ؟؟
(سؤالٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

إنَّ طُفولتي لاتَعي ..
لكنْ ..ليسَ مهماً ..
في جميعِ الأحوالِ ..سَيجدوني
بلا ذنبٍ ..مُذنباً ..
فَيَحلُّ الذَّبحُ
(حكمٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنَّ مدافنَ الآثامِ  سَرَّحتْ مَوتاها..
في فضاءِ الجِّراحاتِ..
تغرسُ أملاحَ  الخيباتِ..
عندَ وجوهِ الأحياءِ ..
الموتىٰ
(فشلٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنَّ المشهدَ راقصةٌ ..
لاتُحسنُ غيرَ تَحريكِ أرْدافِها ..
بينما يَقتَتِلُ الدُّناةُ ..
علىٰ ربوةِ جموحِ عُهرِها
(فَسادٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنَّ الموجةَ ..
مهما تَعاظمتْ قُوتُها ..
علىٰ صخرةٍ ثابتةٍ تَتَشظّى..
كنتُ كذلكَ ..قبلَ رحلةِ التَّغيير ..
وعندَ عودتي ..أعْلَموني ..
أنِّي كيسُ تُرابٍ ..
لجثةٍ محروقةٍ
(حقيقةٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ..

أنَّ تحتَ صهيلِ لِساني حُساماً..
لم يعدْ يرتشفُ  من كؤوسٍ ثَملةٍ..
ربَّما هجرتني الجَّداولُ..
زرعُ السَّنابلِ ..
لا يحتاجُ أكثرَ من نزفِ وَريد..
ذلكَ ما أبرعُ بهِ
(عطاءٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنَّ البؤساءَ ..
تَوغلوا صعوداً ..بِحوافرِ الجُّوعِ
آملينَ من الشمسِ
أنْ تَتريثَ متقاعسةً في السَّماء
خوفَ التَعثُر
في الممراتِ الرطبةِ
(تمني)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنَّ  حولَ طاولةِ عشائي
اجتمعتْ كلابُ مُراهناتٍ
نباحٌ يعومُ في الأجواءِ
أنا ملزمٌ بالعَضِّ ؟!
(إستفهامٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنهم ادخلوني دحلا في الصحراءُ
أفتشُ عن الماءِ
ثمَّ نادوا في المدينةِ
أنَّهم أمسكوا سارقاً
(إحتيال)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنَّهم ضجيجٌ وعبثٌ ..
لذلكَ ..
تَلوتُ كلماتي المُحتضراتِ  ..
وطويتُ صَفحتي ..
رأيتُ الصَّمتِ أبلغَ
(يأسٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنَّهم وَثبوا  ..
على صادقاتِ خَواطِري ..
وثبةَ مُفترسٍ  ..
في غابةٍ  ..
خَلتْ منِ الطرائدِ ..
إلا أنا
(فريسةٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنهم مَنفى ..
يَبحثُ عنْ سَجّانٍ ..
وأنهم ..
أرضٌ تَجمَّلت..عاهرٌ  رُزِقتْ ..
أنها أنجبتْ ..
منفى  بألفِ سَجّانٍ
(وطنٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنهم قساوةُ أفُقي ..
ليأخذوا بدءَ يومي التعيسِ ..
لئلّا أحَدِّقَ فيهم ..
فأُكرِهُ نفسي ..
(إشمئزاز)

ستجبرهُم على التصديقِ ..

أنهم بعدَ سنينِهم العِجافِ ..
جادوا بصلاةِ إستسقاءٍ وقحةٍ ..
متناسينَ أنَّ الوطنَ ..
الذي خلفوهُ أسفلَ التَّلةِ ..
كانَ من ورقٍ
(دُعاة)

ستجبرهُم على التصديقِ

أنهم نوبةُ فزعٍ ..
أيقظتْ ..
وجعَ كلَّ شَظايا الحربِ ..
في جسدي ..
لا أشكُّ في نزاهةِ الساعةِ على جداري ..
أحَدِّقُ بإمعانٍ موتَ عقاربِها ..
صمتٌ ثقيلٌ ينفخُ وجْهي ..
يُخيلُ لي ..
أني سأنفجر ُ
(إستياءٌ)

ستجبرهُم على التصديقِ

أنهم أصفدوا الأيادي ..
صيَّروا كلَّ حديدَ الدُّنيا قيوداً ..
لم تعدْ الرموشُ ..تلتقطُ الأحلامَ اللذيذةَ ..
إنهمرتْ السُّيوفُ ..ألوفاً من البرقِ المكثفِ ..
تُقطعُ الجدرانَ ..
مثلَ أوراقٍ بالية ٍ
(إقصاء)

ستجبرهُم على التصديقِ..

أنهم  سٰاعة البدء بالبدء ..
ناموا على خطاٍّ..
حيثُ كلِّ المبادئ ..
مزرعةٌ للجثثِ
(أربابٌ)
==============
مهدي سهم الربيعي /العراق/

مرفق الجزء الأول ..

بينَ فيهٍ وفيه ..حقيقةٌ مغيبة (الجزء الأول)
=================
ستُجبرُهُم علىٰ التصديق
إنَّ السَّجانَ راودهُ كابوسٌ مُزعجٌ
فأطْلَقَ الرصاصَ علىٰ النزلاءِ
مخافةَ أنْ تَصدُقَ النبوءةُ
فتَظلُ الأصفادُ بلا عملٍ
(إستبداد )

ستجبرُهُم علىٰ التصديقِ
إنَّ أُغنياتِ الصَّباحِ
باتتْ جريمةً
بعدَ أنْ تناولَها بضعةُ ملالي
كمادةٍ
خادشةٍ للحياءِ
(أفيون )

ستجبرُهُم علىٰ التصديقِ
إنَّ الخطيئة ولادةٌ متخفيةٌ
لاجتماعِ نَشوتينِ
في مكانٍ سري
مكشوفِ العورةِ
(زنا)

ستجبرُهُم على التصديقِ
إنَّ الدعاةَ الجددَ
هم حفاةُ الأمسِ
جاؤوا بأردافِ الراقصاتِ
طريقاً آخرَ للتعبُّدِ
لايفقههُ الّا
لُقطاءُ العهدِ المشوَّهِ
(فساد )

ستجبرُهُم علىٰ التصديق
إنَّ الوعّاظَ بلا جوهرٍ
يَدَّعونَ التقوىٰ
لمنحِ الشيطانِ
منظراً أجملَ
(حاشية )

ستجبرُهُم على التصديق
إنَّ الذين دعوا دعاءَ الإستسقاءِ
نَسوا التَعامُلَ معَ الطينِ
توحلتْ إقدامُهم فادْركوا
أنَّ الوقتَ المسلوبَ
لايُمكنُ استعادتَهُ بالتَّمني
(إنجراف)

ستجبرُهُم على التصديقِ
إنَّ الطيورَ المهاجرةَ اظلَّتْ طريقَها
بعد أنْ
حوَّلوا البحيراتِ
إلى منتجعاتٍ للرذيلةِ
(دعارة )

ستجبرُهُم على التصديقِ
إنَّ ملآى السنابلِ كانتْ أحجيةً
للبدءِ بمغامرةِ البطونِ الفارغةِ
(جوع )

ستجبرُهُم على التصديقِ
إنَّ كيسَ أبي
لجمعِ النقودِ الفضيةِ
لم يكنْ مخروماً
إمتدتْ لهُ يدٌ نازفةٌ
فإدمَتهُ إفلاساً
(سرقة )

ستجبرُهُم على التصديقِ
إنَّ الرَّصيفَ الذي إفترشهُ
أنا والألفُ نائمٍ غيري
غزتهُ عناكبُ الميليشياتِ
تَغيرَ وجهُ المدينةِ
(حواسم )

ستجبرُهُم على التصديقِ
إنَّ الدخانَ المتصاعدَ
من شرفةِ جَبهتي
لم يكنْ حريقاً
كانَ بقايا أفكارٍ
أعياها الإنتظارُ
فتبخرتْ
(حالم )

ستجبرُهُم على التصديقِ
أنِّي لستُ بقمةٍ منعزلةٍ
في جبلٍ منسي
أنا أولُ ذرةِ ترابٍ
تَكونَ منها
ذلكَ الجبلُ
(إعتداد)

ستجبرُهُم على التصديقِ
بكينونتي
وأني لستُ مجردَ وهمٍ
انجبتهُ بعضُ ظنونٍ
(حقيقة )

ستجبرُهُم على التصديقِ
أني ..
أبْحثُ عنِّي ..
لا أجِدْني ..؟
سوى صحفٍ داميةٍ ..
تملؤها مباضِعُكَ ..
(غيبة)

ستجبرُهُم على التصديقِ
أنَّ حرفي سلاحٌ مُلَغَّمٌ
أُفجِّرُهُ
حيثُ نَواياهم التي
تَناوبتْ علىٰ سلبِ أُمنياتي
(ثائر)

ستجبرُهُم على التصديقِ
أنِّي سوفَ لا أحلمُ
بعدَ أنْ تأكدتُ
أنَّ جميعَ الأحلامِ مُفخخةٌ
(إقصاء)

ستجبرُهُم على التصديقِ
أنَّني
ساعةٌ أثريةٌ
أقفُ شاخصاً
أُعِدُّالوقتُ
في عصرٍ رَقمي
(منسي )

ستجبرُهُم على التصديقِ
أنَّ
مابينَ صباحي وصباحِكَ..
إشراقةُ شمسٍ واحدةٍ..
ألفرقُ ..؟
أنِّي في كُسوفٍ دائمٍ..
(مناخ )

ستجبرُهُم على التصديقِ
أنَّي ابتسامةٌ
تشتاقُ ثغراً يَحتويها
أو قبلةً ..
بقيتْ مطبوعةً
على شفةِ مغادر
(مهاجر)

ستجبرُهُم على التصديقِ
أنَّ الحمامَ الزّاجلَ المعشعشَ
على نافذتِك
كانَ مجردَ دُمى
تُوهمُ بها المارة
إنكَ من ذوي الكراماتِ
(دجال)

ستجبرُهُم على التصديقِ
أنَّ القاعَ بعمقهِ الزاخرِ
لمْ يحتوِكَ
بعدما نبذتْكَ اليابسةُ
(غارق)

ستجبرُهُم على التصديقِ
أنَّ رهانَكَ على مواصلةِ الصَّبرِ
أكذوبةٌ حمقاءُ
تلعبُها ..
معَ أقزامِ السِّياسةِ
(كاذب)

ستجبرُهُم على التصديقِ
أنَّ الضوءَ في اخرِ النفقِ
كانَ اكذوبةً
تفاعَلتَ معها
وبعضُ المُنقبين
الذين يحلُمونَ بالحريةِ
(غباء)

ستجبرُهُم على التصديقِ
أنَّ خيطَ النُعاسِ المتجولِ
بينَ جفنِكَ ومُقلتِكَ
ماهو إلّا إعلاناً
عن بدءِ احتفالِ شَخيرٍ مزعجٍ
(صَخب)

ستجبرُهُم على التصديقِ
أنَّ تَفحصكَ للوجوهِ
بكلِّ هذهِ الملامحِ القلقةِ
لم يكنْ الّا
بحثاً عن ظلكَ
واهمٌ تعتقدُ
أنهُ يُقاسمكَ الطريقَ
(تائِه)

ستجبرُهُم على التصديقِ
إنَّ كلَّ الوجوهِ التي تمرُّ بها
تعرفُها ..
الا وجهاً واحداً ..
استحالتْ معرفتُهُ !؟
..
..
كانَ وجهُكَ
(مشتبه )

ستجبرُهُم على التصديقِ
أنهُ عندَ المغيبِ
أعمدةُ الدخانِ تلاحقُ قرصَ الشمسِ
أتخمَهُم الشواءُ
فاتخموكَ نيافةً
(رَشْوة)

ستجبرُهُم على التصديقِ
أنَّكَ رجلٌ منْ كبريت
تنتظرُ احتكاكاً
لِتُشعلَ حريقاً ..
(مُدَّعي )
==================
مهدي سهم الربيعي /العراق/


No comments:

Post a Comment