Tuesday, April 7, 2020

الكاتبة الأديبة المتالقة / هدى كريد / النص / الفتح المبين

الفتح المبين

قراءة في قصيدة أخذت الكتاب بقوّة للشّاعر حسن بنعبد اللّه الجديدي

ما أكثر مايرجّنا،وما أشدّ هزّاتنا ،تميد بنا الأرض كلّ آن وتعصف بنا الثّورة ،فتضنينا هزّات أكبر.وهل أصعب من انقلاب داخليّ ينخرنا كما السّوس؟
لحظة الضّنى العاصف ،لا يفلح إيمان أوعلم.نعيش الذّهول وإفلاس المعنى  .وكم يدهشنا الشّاعر وهو ينعم  ببرد اليقين تنسرب منه تلك النّسيمات الرّوحيّة فينا  فلانسأل بعد ذلك عمّا يعترينا،تتآلف الفلسفة المادّية والمثاليّة  والصّوفيّة والوجوديّة ويتآخى العلم والايمان ولا يكون الحلم للواقع ضديدا. اللّه في منتهى الغيب ،والغيب في أقصى أبعاد الحياة بعبارة المسعدي.وقد تأتّى للشّاعر كما لم يأتّ لأحد أن يحدث التّعادليّة بمكر العبارة والتّوحّد بين الرّؤية والرّؤيا في النّص /الوجود الذي ينعطف بنا على مساحة الورق والحلم نافذا إلى بهجة ثاوية هنا أوهناك  ،في المابين بين الإدراك الحسّي والتّمثّل  العقليّ .بوّابة العبور  إلى  سراديب الاشتهاءتنفتح بشعور رهيف ونبض شفيف وإيمان صادق باللّه  والإنسان معا. إذ تطالعنا اللّازمة الصّغرى اخذت الكتاب بقوّة اقتباسا يجلو  رهانات النّص المقحم عليه بما في البناء الإنساني من معنى ،ولاينبتّ عن المقاصد  في الأصل المقحم يحيي يأخذ كتاب اللّه بجدّ  والشّاعر يعلّي بما يقتضيه السّياق الشّعريّ والفكريّ صرح الإنسان معوّلاعلى قوّة عهد اللّه ،السّاعد قويّ والعزم لايني.هي لحظة إشراق  تمهّد طريق السّالك إلى الخالق ومنه إلى ماهيّة الإنسان شعرا طهورا ،هندسة روحيّة بآلة جسديّة.وعن هذه اللّازمة الصّغرى بجرسها الإيقاعي وعمقها الدّلالي تتفتّق الثّوابت الكبرى ،اهازيج البناء ونحت الكيان.
ترى سدّ غيلان وتأمّلات عمران ماثلة في الكون الشّعري، وفي اعطافه زواج من رحم الازدواج ،يذيب في خضمّ الاتّساق الدّاخلي كلّ المتناقضات، حرقة السّؤال وبرد اليقين ،العدم والوجود ،الصّحو والخدر،الدّاخل والخارج ،الأرض والسّماء ،الرّوح والجسد. مفاتيح  الشّعر عنده  ثلاثة فأس ورأس وحرف، هي ادوات المعرفة  تبدّد الحدود بين الأضداد وتنفتح بها العيون على آفاق الجمال،تشقّ الطريق نحو التّفريد .لقد جعل الشّاعر من  اخيلته واقعا لامحيد عنه ،يرتسم في أنظمة الصّورة الشّعريّةبما احتشد من معاجم الدّين والطّبيعة والإبداع والإدراك،كي تنبثق انزياحات تتعالى على المعقوليّة وتتجاوز المحدوديّة ضارعة إلى المطلق ببلاغة الاستعارة وقوّة التّشخيص المؤنسنة للعالم كالقمر المعشوق المتغزّل به  والبرّ العاجز عن الإقناع واللّغط المعتلي لسدّته. واستنادا إلى نفس
الأداة البلاغيّة  تكون التّبادليّة بين العناصر الانسانيّة  والطّبيعيّة ،فالشّفاه أرض والقبل نار. ولا نعدم فيها  تجسيدا " ظلمة الجحود" مثلا.ومع ذلك  تنزع  الصّورة إلى
التّجريد  حين يرى اللّه في فكرة سابحة. وقد تظهر تلاوين التّصوير  المجرّد في ثوب المحسوس مثل لمعة التّمام ابانة لما يستعصي وتجسيدا لمعنى الوجود الأكمل و ذاك الاتّساق الكوني الذي يسفر عنه تعاود نفس الفعل
منسوبا  مرّة إلى الذّات وأخرى
إلى العنصر الكونيّ  إذ تجري كما الماء وتسري متقمصّة  حركة الرّيح  وظلمةاللّيل . وهناتكون مصادر الايقاع الدّاخلى صوى الطّريق ،سوناتا جديدة داخل رسالة عشق مكتملة ،
انسانيّة في أكمل تجليّاتها حيرة وسؤالا وعذابا وحبّا ، متسامية عن ماهيّتهابواسطة  الرّمزالذي يخلق كينونة استثناء عبر صيغ المضارع في ديمومة  أسطوريّة لايقف في وجهها مكان أوزمان .تقارع هذه القوّة الخارقة الصّعاب بعزم برومثيوس  وتلتحم بالدّيني من خلال  المسيح  والاقتباس واقع يرسم هالة القدسيّة فيها .تتسامى  كلّما مارس الشّاعر الاستراتيجية اللّعبيّة اولذتّه  الخفيّة  .منها تنبجس صولات الذّات رغم العالم المحكوم بالحتميّات، و نرجسيّة الرّومنطيقي حين يرى نفسه خدين اللّه الذي اصطفاه .تشي  بالوعي المتوهّج الذي تتيحه فلسفة الوجوديين وهم يكتنهون جوهر الحياة في خضمّ عالم شائك يسكنه القلق أو تعكس العشق الرّبانيّ وأشواق المتصوّفة.
إنّنا لانركن إلى وجه واحد  عندالشّاعر ،يعابثه الوجود فيعابثنا يحرقنا بسؤاله ويقذف في صدورنا نورا متى شاء. شاعرنا مستخلف كأحسن مايكون الاستخلاف يؤدّي الأمانة على أكمل وجه بقوّة العهد مع اللّه  منحصرا داخل غنائيّة لاتخفى متبتّلا في حضرة الذّات بغير تطرّف الرّومنطقيين. فلامجال لانبتاتهم  رغم كثرة الاخيلة والرّؤى وما من فصل براينا بين الذّاتي والغيري.ولابين الحياة وماوراءها ولا بين متعة الجسد ولذّة الرّوح .هو معادل لنا، نقرأ معه في كتاب السّطوع علّنا ننتهي إلى الخشوع ونروّض الأجساد   كي نتصالح مع انفسناونصبو الى الامتلاء قتلا للخواء.
هوالجمع وان أسفر عن أناه.ونحن فيه طواعية اوكرها نبدأ من حيث انتهى
هدى كريد


No comments:

Post a Comment