من كتابي رقم 9- تحت الطباعة والتأليف
لكل مثل قصة وعبرة
بركات الساير العنزي
المثل رقم :
66-أُعَلِّـمُهُ الرِّمَـايةَ كُلَّ يَـومٍ فَلمَّـا اشْتَدَّ سَاعِدُه رَمانِي وَكَمْ عَلَّمْتُـهُ نَظْمَ القَوَافي فَلَـمَّـا قَالَ قَافِيةً هَجـانِي
اشتهر هذان البيتان عتد العرب، وينسبان إلى معن بن أوس ،ويضرب المثل لمن تحسن إليه ويسيء إليك . فكم من رجل تعلمه الصناعة ، ثم يحاربك بما علمته وتعلمه التجارة فيحاول مضاربتك . أولئك الذين ينسون فضل غيرهم وفضل من علمهم. وكثير من الجماعات دربتهم الدولة على القتال فلما تمكنوا انقلبوا على الدولة يحاربونها.وقديما قالوا : ( ربي جريوك ياكلك ) واختلف الرواة والنحويون في لقظ اشتدَّ ، فمنهم من يقول استد بالسين وهو من السداد ، وهم الأغلب ، ومنهم من أجاز اشتد . واستد أقوى أي لم يعد بحاجة لك . فينقلب عليك. وقد نبَّه إلى هذا كثيرٌ مِن أهلِ اللُّغةِ في مصنَّفاتِهم ، كالخليلِ بنِ أحمدَ في (العَين)، والجوهريُّ في (الصَّحَاح)، وابنُ مَنظورٍ في (اللِّسان) وغيرُهم .وقيل إن البيت لمالك بن فهم الأزدي. ومنهم من نسبه إلى عَقيل بن عُلَّـفة. ولكن أغلب كتب الأدب تنسبه إلى أوس بن معن المزني شاعر مخضرم (ت. 683م)، من قصيدة يقول فيها : فَيَا عَجَبًا لمن رَبَّيْتُ طِفْلاً ***ألقَّمُهُ بأطْــراَفِ الْبَنَـــانِ أعلِّمهُ الرِّماَيَةَ كُــــلَّ يوَمٍ *** فَلَمَّا اسْتَدَّ ساَعِدُهُ رَمَاني وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَظْـمَ الْقَوَافي *** فَلَمَّا قَـــال قَافِيَةً هَجَاني أعلِّمهُ الْفُتــُوَّةَ كُـلَّ وَقْتٍ ** فَلَمَّا طَــرَّ شارِبُهُ جَفَاني
وفي بعض الروايات أن الشاعرمالك بن فهم (ت. نحو 157م)، جعل أولاده يحرسومه كل ليلة . وكل واحد من أولاده يحرسه ليلة. وكان مالك يحب أصغر أولاده سليمة . كان يهتم به ، ويعلمه الرماية . وقد ملأ الحسد قلب أخوته ، فأوغروا صدر أبيهم،وقالوا، إن سليمة لا يقوم بواجبه في الحراسة وأنه ضعيف وجبان ، وأنه ينام والأب لا يصدق ذلك .واستمر الأخوة بالحقد على أخيهم ويملؤون صدر أبيهم غضبا على أخيهم . فقرر الأب مراقبة ابنه الصغير سليمى . وتخفى في جوف الليل وجاء ابنه ليرى ماذا يفعل ابنه ؟ وكيف يتصرف ؟ سمع سليمى صهيل الفرس.و أدرك أن القادم عدو ، وأخذ قوسه ورمى الفارس فقتله ، وكان المقتول أباه فقال مالك فبل ان يموت هذه الأبيات .، وفي رواية أخرى أن معن بن أوس ربى ابن أخت له ، وعلمه الرماية والفروسية حتى كبر ، وبعد أن كبرتنكر لخاله ، وانكر معروف من رباه ، فقال الرجل تلك الأبيات. بلاغيا البيت ، استعارة تمثيلية . نحويا ، إعراب البيت : أعلمه : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والهاء، ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول.وفاعله ضمير مستتر تقديره أنا ، الرماية: مفعول به ثان منصوب بالفتحة .الفعل علَّم ، فعل تعدى لمفعولين وهو من أفعال اليقين . كل : نائب ظرف زمان منصوب بالفتحة وهو مضاف . يوم : مضاف إليه مجرور .الفاء حرف عطف.لما :اسم شرط غير جازم ، مبن في محل نصب على الظرفية،اشتد : فعل ماض مبني على الفتح .مزيد بحرفين ، والجملة في محل جر مضاف إليه .ساعده : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . والهاء ضميرمتصل في محل جر مضاف إليه.رماني : رمى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، معتل الآخر ثلاثي . والفاعل ضمير مستتر هو ، والنون للوقاية والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به .والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب .جملة أعلمه الرماية : ابتدائية لا محل لها من الإعراب لما اشتد ساعده رماني جملة معطوفة على جملة ابتدائية
لا محل له من الإعراب.
Monday, February 17, 2020
الكاتب الأديب / بركات الساير العنزي / تحت الطباعة والتأليف
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment