Monday, November 9, 2020

الأديب القديرأ أسامة مصاروة / النص / قلبي والشتاء

قلبي والشتاء
هاجمَ القرُّ سريري
في شتاءٍ زمهريري
ببروقٍ ورعودِ
وجمودِ لِوجودي
وَغِطائي غيرُ مُجْدِ
فحبيبي ليسَ عندي
ما تبقى بعدَ صدّي
غيرُ أحزاني وَسُهدي
ما تبقى بعدّ هجري
غيرُ أشواقي وَقهري
وشتائي ما شتائي
عادَ كي يحْيي بلائي
وَعذابي وشقائي
من حنينٍ للِّقاءِ
ضوءُ قنديلي الصغيرِ
باهتٌ مثلَ مصيري
أينَ مني حبُّ عمري
أينَ مني وصلُ بدري
فرياحُ الهجرِ تعْوي
في فؤادي وَتُدَوّي
وثلوجُ الصدِّ تهْوي
فوقَ رأسي بِغُلُوِّ
شجراتي باكْتِئابِ
من رياحٍ باضطرابِ
وسوادٍ في السحابِ
مثلَ سدٍّ أو حجابِ
يحجبُ البدرَ البعيدا
بدرَ أيامي الوحيدا
قبل أنْ صرتُ شريدا
قبلَ أن صارَ عنيدا
لا يبالي باحتراقي
أو بوجدي واشْتِياقي
أو بدمعٍ في المآقي
بل بصدّ وافتراقِ
زمْجرَ الإعصارُ فوقي
إنّما ليسَ كشوْقي
يا تُرى هلْ لحبيبي
أيُّ علمٍ بلهيبي
لِمَ يزدادُ ابْتِعادا
وَجفاءً وَعِنادا
أيُّ عُذرٍ للْغيابِ
أيّ فخرٍ باغترابي
عصفَ الوجدُ وثارا
وغدا في القلبِ نارا
جنَّ وِجْداني وَحارا
إذْ رأى الغدرَ نهارا
في عراءِ البيتِ نامتْ
تينةٌ كالنصبِ قامتْ
كلَّ عامٍ في الشتاءِ
بعدَ شمسٍ وصفاءِ
كانتِ الأوراقُ تنمو
مثلَ قلبي ثمَّ تزهو
كنتِ مثلي في الغرامِ
مثلَ حبّي وَهيامي
كنتِ عنوانَ الصفاءِ
كنتِ رمزًا للنّقاءِ
كنْتِ نبعًا للحنانِ
لا لقهرٍ أو هوانِ
فجأةً يا ناسُ خلفي
لاحَ بدرٌ مثلَ طيفِ
صُوَرٌ مرّت أمامي
كشريطٍ في المنامِ
يا لعشقٍ ضاعَ مني
يا لحبٍّ تاهَ عني
هل هوانا كانَ حقّا
أمْ خداعًا ليسَ صدْقا
غيرُ ذكرى ما تبقى
لفؤادٍ ذابَ شوْقا
جرَفَ الشوقُ فؤادي
ومشى معْ سيلِ وادي
كلّما ازدادَ ابْتِعادي
ماتَ بالعنْدِ ودادي
د. أسامه مصاروه


No comments:

Post a Comment