نكسة حزيران
(5/ حزيران /1967)
خمسون عاماً
ونحنُ نحرثُ البحرَ بأسنانِ المشط
وعلى الرّيحِ البَذار . . .
نقتاتُ دورانَ النّاعورِ لسقايةِ أرضٍ يباب . . .
لا سنابلَ
يُخيفُها منجلٌ عجوز . . .
لا بيادرَ
يأكلُ منها منقارُ طيرٍ
تيبّسَ من جوع . . .
خمسون عاماً
ونحنُ نُعيدُ ذبحَ الحُسين . . .
صلبَ المسيح . . .
نُخرجُ الحلاّجَ من قبرِهِ
لنمثّلَ بهِ أيّامَ التّشريق . . .
أينَها مطرقةُ قاضٍ
تدمغُ باطلَ الحبرِ السّريّ ؟
الرّصاصُ أساسُ الحُكم . . .
خمسون عاراً
ونحنُ نضرعُ إلى السّماءِ أنْ تجودَ بما أُنزلَ على قومِ موسى النّبيّ . . .
أنْ تفتحَ أمامَنا الأبوابَ من غيرِ مفتاحٍ يُدار . . .
خمسون
ونحنُ لم نزلْ
نتعلّمُ آدابَ الدّخولِ إلى الكنيف . . .
نُصغي بانتباهٍ لقارئةِ الفنجان . . .
تفتُنُنا خطوطُ الكّفِ في شمسِ المعارف . . .
خمسون
ندسُّ الكذبَ الملوّنَ في كراريسِ الصّغار
نُقيّدُ خطوَهم في دروبِ البقاء . . .
في عيونِهم
نغتالُ عصافيرَ الصّباح . . .
من غير تبجيلٍ نَدَعهُ
يسفُّ جوعَه
من طباشيرِ سبورةِ زمنهِ الكسيح . . .
خمسون
ونحنُ نلهثُ وراءَ عرّابينَ
كنّا لهم طوعَ البنان . . .
نأكلُ سقطَ متاعِهم بلذةِ إفطارٍ بعدَ صوم . . .
نلعقُ أصابعَنا قبلَ كُلِّ وليمة
نكيلُ لهُم الثّناءَ بلا صِواع . . .
خمسون
وغِشاوةُ الجّنس
تحجبُ عنّا شروقَ الشّمس . . .
ماءٌ يُراقُ
كانَ في الوجهِ عزيزاً
لا يُراق . . .
تعلّمْنا فنَّ البَذاءاتِ الملفوفةِ بورقِ
التّواليت . . .
خمسون
خارطةُ وَجعٍ يوميّ
تمتدُّ من المحيطِ إلى الخليج . . .
حربٌ بين فوقِنا وتحتِنا
رَفدْناها سنيناً من غباء . . .
نبيعُ الدّمَ العربيّ بسعرِ حُزمِ البرسيمِ في مواسمِ الحصاد . . .
نطبعُهُ وشمَ انتصارٍ على جُدرِ المساجد . . .
خمسون
نحشو جيوبَ الغُرباءِ من جيوبِ أرضٍ
شهدتْ مهبطَ كُلِّ الأنبياء . . .
نأتي بالسّلاحِ موتاً
نجربُهُ لقطفِ أرواحِ الأقربين . . .
نعلّمُ الأخَ كيفَ يفري بطنَ أخيه؟
يحفرُ لهُ جُبّاً
ليدفنَهُ حيّاً ذاتَ يوم . . .
خمسون عاماً
ونحنُ نستبدلُ حروفَ الإنحناءِ بحروفِ الخُبزِ من صناديقِ الأمم . . .
ليسَ لنا من الذّهبِ الأسودِ سوى دخانهِ الأسود . . .
خمسون
وحسابُ اللّصوصِ أرضٌ حرام
مَنْ يحاولُ تقليبَ صفحاتِهِ الحصينةِ
يموت . . .
حقائبُهُ حُبلى
تُلقي حملَها بعيداً في أقبيةٍ
تجهلُها بوصلةُ المكان !
خمسون
نصنعُ سيوفَاً من جريدِ النّخلِ لحربٍ في بقاعٍ خالية . . .
مهزومون حتى في نصفِ رقعةِ شطرنج
تُثقلُ صدورَنا نياشينُ الهروبِ من الحروب . . .
خمسون عاماً
ونحنُ نلعنُ الأميركيَّ الذي مضى الذي حضر
الذي يأتي
ونحنُ لم نشبعْ من شمِّ رائحةِ إبطيْه . . .
هل للتّفاهةِ وجهٌ آخر ؟
خمسون
نشنقُ شفاهَ الرّفضِ على أعمدةِ أمانِ الأمّة
سلامةِ سلطانِ الأمة . . .
ايةُ أمّةٍ تمحو أسمَ الأمّة ؟
نُطعمُ القبورَ لحمَ الزّاحفينَ لكتابةِ جديدِ الأمة . . .
خمسون
ونحنُ نطوفُ بأصنامٍ
أوصلتْنا إلى وحلِ هزيمةٍ
ما بقيَ لنا بعدَها حبلُ غسيل . . .
إلى ذيلِ الرّكبِ
مُصفّدين بأغلالِ خوفٍ
رُكّبَ من خوف . . .
خمسون
نترجمُ نقيقَ الضّفادع
نردّدُ كُلّ صباحٍ صوتَ صفيرِ البُلبل . . .
نقطعُ حناجرَ هُتافٍ لوطنٍ
يتكيءُ على منسأةٍ من عصورٍ
لم يبقَ منها سوى شاهدة . . .
نرقبُ كافورَ كي يذبحَ لنا العيدَ من قفا . . .
خمسون
ونحنُ نسرقُ نحنُ
نشتمُ نحنُ
نصنعُ خناجرَ من ظلامٍ لطعنِ نحنُ
النّاسُ للأمامِ إلآ نحنُ . . .
خمسون عاما
كذبوا علينا
وما زالوا يكذبون . . .
مؤتمراتُ الجّماجمِ الفارغة
تنفضُّ ببياناتٍ فارغة . . .
تُتلى بمفرداتٍ فارغة
إلآ من وعودٍ فارغة . . .
يا للفراغِ المقدّسِ الذي نعيشُهُ بجيوبٍ فارغة !
فمتى الرّجمُ أيّتُها النّطفُ الباقية ؟
لا
لا تخرُجي الآن
فكُلُّ شيءٍ ملوّثٌ إلآ ما رحِمَ ربّي !
قالَها من قبلُ رجلٌ من العراق *
(لا استثني أحداً . . .
ربَما
الإستثناءُ اهترأ . . .
لا بأسَ
أنْ يُعادَ رتقُهُ من جديد
بعدَ أنْ استعادَ سمعَهم الأموات !!
. . . . .
عبد الجبّار الفيّاض
5 /حزيران/ 2020
* الكبير النّواب .
Friday, June 5, 2020
الكاتب الاديب Abd Ulijabar Fyad / النص / نكسة حزيران
الاديب الكاتب استاذ جنان السعدي / النص / رجاء
(( رجاء ))
إسترسلي أرجوكِ
دعي بريقَ الشفتينِ يعلو ويهبطُ أَنّى يشاء
فليسرق الزمنَ المُعاد
حينها يُجلسني عرشَ شهريار
و يُلبسكِ ألفَ ليلةٍ و ليلة
آآآآآآهٍ آه
ما أعذبَ الكأس المُقبِل شفتيكِ
مهووسٌ يطوفُ فوقَ وسادة فمي
سبحانَ مَن روّضَ رحيقَ الأزهارِ كغلامٍ عباسيٍ في جيدكِ المرمري
إسترسلي أرجوكِ
دعي الحروفَ كغيثٍ هطّالٍ يدقُ على مهلٍ
تك تك تك
أبوابَ الفؤادِ
دعيها تسافرُ دونَ تأشيرةِ مرور
عاريةٌ تتجولُ في أنحائي
تفيضُ سلاسةً فيَّ
في بودقتي
لا إنفصامَ
فنحنُ أنا
و
كلانا هيَ
... جَنان السعدي ...
Thursday, June 4, 2020
الأديب الاستاذ ضمد كاظم الوسمي / النص لاتملأ الكأس
لا تملأ الكأس
*
لا تَمْلَأِ الْكَأْسَ بِالْأَحْلامِ تَخْدَعُني
فَالسَّعْدُ غادَرَني وَالنَّحْسُ لَمّاحُ
*
لكِنَّني رَغْمَ نارِ الْعَذْلِ تُحْرِقُني
أَدْمَنْتُ كَأْسَكَ حَتّى مَلَّنِي الرّاحُ
*
أَما تَرى حِينَ زُرْتَ الْقَلْبَ مُرْتَحِلاً
بَعْضي لَدَيكَ وَبَعْضي فِيكَ نَوّاحُ
*
ناشَدْتُهُ الْقُرْبَ مَنْ بِالْهَجْرِ قايَضَني
كَيفَ الْمُتَيَّمُ بَعْدَ الْهَجْرِ يَرْتاحُ
*
أَسْلَمْتُهُ الرُّوحَ تَحْدوها سَريرَتُها
وَهَلْ سِوى الرُّوحِ لِلْأَسْرارِ مِفْتاحُ
*
أَراكَ بَعْدَ عُهودِ الْأُنْسِ تَتْرُكُني
فَرْداً يُنادِمُني شَجْوٌ وَأَشْباحُ
*
فَكَمْ بِذِكْراكَ بِنْتُ الْعَينِ عاتَبَها
خَدٌّ تَنازَعَهُ داءٌ وَجَرّاحُ
*
أَبْحَرْتُ مِنْ كُوخِ خَيْباتي عَلى وَجَلٍ
كَرِيْشَةٍ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ تَنْساحُ
*
ما رَفْرَفَتْ في أَعالي الْبَحْرِ أَشْرِعَتِي
كَلّا وَلا غاصَ دُونَ الْمَوجِ سَبّاحُ
*
وَأَنْتَ في بُرْجِكَ الْعاجي تَرَى سُفُنِي
تَعاوَرَتْها قَراصِينٌ وَمَلّاحُ
*
تَعالَ نَنْعَى بِبِعْضِ الْوَصْلِ أَنْفُسَنا
غَداً لَها في حَشَا الْحِيْتانِ أَفْراحُ
*
ضمد كاظم الوسمي
شاعر العراق
Wednesday, June 3, 2020
الاديبة الراقية زكية عوامي / النص من الجمود الى الجحود
2018
من الجمود الى الجحود تعثر طريقها
غابت عنها الأبتسامه
إغتيل بهاؤها
لملمت جسد من بقايا ألم
تأملت نهاية كمال
جمعت كلمات من عواصر الإلهام
بحثت بها من عمق الزمن
إنولدت أسطورة من الشعر
نشرته في محيا ضؤ النهار
ركنته على مسيرة الحياة
أخذت من أطلال الماضي حفنة حكمة
نحتت على جدران قلبها كلمة صبر
إستجادت من هواه لفحة أمل
رقدت ليل عتمة ظلماء لا نجوم
لا تعلم أهو سكون بعد النوى
أم دموع شاكيه لا تطفأ حرارة الوجد
فباتت في أحضان الهواجس
ترعد الفرائض كلما سمعت كلمة وداع
سلبت منها أمانها وضيعت معه أمانيها
تسائلت تكلمت
هل حقا ستلبس الأمان بعدي؟؟؟هل هناك إجابه!!
زكية العوامي
الاستاذ / Kareem Al zaidi / النص / نصيف الروح
نَصِيف الرُوح
.............................
وَتَسألِينَ لِمَ الاقمٰارُ لاٰ تَلِـدُ
حٰالَ النَجُومِ فِي أفلاٰكِها تَزِدُ
وَعَنِ الاعدٰادِ لاٰ تَأتِي بِأوَلِهٰا
رَقماً تَظَلُ إذٰا مٰا زِدتِهٰا عَدَدُ
وَكَـذٰا الايّامُ لاٰ تَرجَـع بِنٰا خَلَفاً
ثَكلٰى عَجُوزٍ لا يُرجٰى لَهٰا أمَدُ
وَذِي الاحلاٰمُ مِن أيدِينٰا نُضَّيِعُهٰا
مِثلَ الرّبِيعِ أذٰا مٰا عٰادَ يُفتَقَدُ
كَأنِي وَأنتِ تَسألِينَ وَمٰا أنٰا
جَدْياً بِمٰا تَهوٰى تَفعَلُ الأُسُدُ
بِاللّهِ مٰا جَدوٰى مَتٰى عُرِفَت
أشيٰاءَ إِنْ تُبدٰى حِينَهٰا كَمَدُ
وَمٰا تَدرِي نَصِيفَ الرُّوحِ أَنِّي
بِغَيْرِكِ لاٰ أرضٰى هَوىً أبَدُ
أسٰاوِي فِي هَوٰاكِ العُمرَ كُلِّه
وَمٰاذٰا بَعدَ بَذلِ العُمرِ يُجتَهدُ
وَأنِي مٰا أمِنتُ الصَبرَ فِيكِ
وَلاٰ يَوماً وَجَدتُ الهَزلَ مُلتَحدُ
قُولِي وَإنْ طٰابَت بِذِي نَحِسٍ
دُنيّاً فَمٰا جٰادَت لَهُ رَغَـدُ
لاٰ تَسألِي إِنِّي خَبَرتُ اللَّظـٰى
فِرَقاً مِنَ الضِيقِ أطوِيهٰا وَتَتَحِدُ
.......................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق/ بَغداد
Monday, June 1, 2020
الاديب القدير استاذ Az khalid النص الى أبي فقط
إلى أبي فقط
————
أبي
لا يفهمني أحد
غير قبرك المكتظ بالأرواح
ولا تفهمني أبجديةٌ
غير ارتعاش الأقلام المعلقة على الأغصان ،
اليوم أمام أبواب المناسبات
أناشدُ هزاتِ الرّيح
لعل الرثاء يسقط في بئرِ الأحزانِ لنضوج الدمعات .
أبي
كنتُ أنتظرُ طولي يصبح مثل طولك
وألبس ثيابك لتناسب ضآلتي
ها لقد فشلتُ في تناولِ أطراف ظلّك
فالموت رسمَ الفجوةَ بين الحلم والظلال .
أبي
كنتَ لي صندوقاً
يحتويني ويحتوي كنوزا
استعملت منها
درعَ القسوةِ وأفصاصَ الصبر
وعلب تدخينٍ أواجه
بها قسوةَ الأرضِ أينّما تكون .
أبي
أرى من بعيدٍ روحكَ تلوّحَ للأخيار
تريدُ أن يرجعوا إليكَ بدلةَ الصحراء
( والسدارة ) ذات الخط الأخضر
كي تشارك الشباب في ساحة التحرير .
أبي
لم ينته الربيع بانتهاءِ السّحاب
حتى تدفقت أخبارُ الطيورِ
عن وطنٍ غادرنا
ودجلة مذبوحة
بخناجر من حجرِ في زمن الأخيار.
أبتاه
كبرَ الأحفادُ وغدوا أعقل مني بكثير
وأدهى مني حتى الصغار
أنّهم يعرفون كيف يربحون في تجارةٍ تبور
بينما أنا أقتفي أثرك
في بقايا عيدان الثقاب وحكايات ثورة الأحرار .
أبي
لقد طالَ السفرُ واضمحلَ الطريق
لا أثر للمحطات كي نلتقي
ربما هناك فضائل تستكمل جو اللقاء
أشكو إليك ما جرى في الجوامع
وأجنحة الطيران وعصا الطبول
وعن فراغٍ يغتالُ فراغي
برصاصاتِ الوحدةِ وهفواتِ العمر البائن.
أبي
هرمتُ وأنا محمولٌ على دراجتك الخضراء
وفي كفي ( فرارة الورق ) تدور كلّما يصفعها حظ الهواء
ما أسعد حظاً ألتقطه من كفيك .
أبي
هرمتُ لهذا اليوم وأنا أكتب
مباشرةً كيف ذهبتَ مخيراً
لتسكن خيامَ النجباء
بينما كنتُ ألوذ خلفَكَ
كلّما أرى الموت .
أبي
اغفرْ لي مثلما غفرت لغيابك
اغفرْ لضحكاتي حيث أعيب عليك سراً
كلّما تصحو مبكراً صحبة الشاي ولفائف السكائر ،
اغفرْ لمزاحي من نهوضكَ فجر اليوم الأول من ( مايو )
تنتظر راتبك التقاعدي أمام بوابة المصرف
وتاه عيد العمال من تقاويمك .
أبي
صرتُ مثلكَ أنهضُ بلا منبهٍ
أسامرُ الندى الغافي فوق أوراق النهار
أصبحتُ من بعدك أحرس الدار
وأغلق البابَ خلفَ الليلِ جيداً لأنك لن تعود
حتى لا تعاتبني يوماً حينما أعود متأخرا
رفقة أصحابي ، لا تقلق لن أخرج بعد أشراً ولا بطراً
إلا لقضاء الحاجات
منها مناديل تشفي غليلَ الوجنات ،
الدمعات حائرات ، الوريقات الساهرات ،
أبي
لقد ضاعت شاهدة قبرك بين زحمة الأموات
طال الدرب على عافيتي كيف السبيل
ما الوسيلة ؟ …
دلّني إليك
لقد حطم العكازَ أصغرُ الأحفاد
تعال ولو مثل الطيف
في أمسيةٍ فارغةٍ من شخير الغابة
أخبرني كيف عندكم السمر ؟
………………………
عبدالزهرة خالد - البصرة
ذكرى وفاة والدي في ٣٠-٥-٢٠٠٥
الله يرحم أمواتنا وأمواتكم جميعا.