Thursday, October 8, 2020

الاديب القدير أ حسام عبد الكريم / النص / عابر اللذات

عابرُ اللّذات..

لا تَبوحي بوجودي
هو لم يحفَظْ عهودي

اِصرفيهِ وآغلِقي البا
بَ- على الفورِ وعودي

طَارِقاتِ السّمعِ، ويحَ الْ
بابِ- من خَبَرٍ نَكود ١

تمزُجُ المُرَّ بريقي
تعجِنُ الحزنَ بِعيدي

لم تعُدْ غَنّاءَ واحا
تُ- بَهاري وَورودي ٢

أنا وجهُ الماء في رُو
حهِ- أصداءُ الوجود

غُشيَت مِرآتُه من
كَدَرِ شاب رُكودي

لم يعُد رجعُ سماوا
تي- وغابي من حشودي

مثل أوراق خريفٍ
صرتُ، من تحت جليد

فقضيتُ الصَّدَّ عنهُ ٣
لا لِعَوْدٍ ورُدود

باتَ مَهزولاً هواهُ
من شَتاتٍ وقَديد ٤

كم جَذَتْ جمرةُ عشقي
مثلَ نارٍ من رَعيد ٥

هو مَن يُطفي وميضَ الْ
شوقِ- في ثغري الوقيد ٦

وإذا أغفو أطفُّ الْ
طَّيفَ- عن نومي الشَرود ٧

جُرحُهُ ما شَدَّ عُمقاً
من وَريدِ لوريد ٨

كم نهيتُ الصَّبوَ منه
يتمادى بالمزيد

وعطَفْتُ البِرَّ فيهِ
وهو يَعصي في جُحُود ٩ 

عابرُ اللّذاتِ مَذمو
مٌ- كعرضٍ لكسيد ١٠

فيه تشبيبٌ ومَلهىً
وتكاليفُ زهيد، ١١

وصَباباتيَ تَصدى
حَرَّةً- في آلِ بِيد ١٢

كان مِنّي مِثلَ ظِلّي
وشَذا عِطري بِعودي

وسَحاباتِ صَدىً تَبْ
رُقُ- من فورِ رُعودي

لِتُروّي عطشي الحَرّ
انَ- من صَيْبٍ بَرود ١٣

وعضيدي وحبيبي 
هو، بل كلُّ وجودي

يا عزيزَ الروحِ، أبلغْ
ني- أما ذُقتَ سُهودي ١٤ 

وتَدَبّرتَ صَبا قيْ
سٍ- بليلاهُ الوَدود

وجميلاً يَصدعُ النّا
عي- لبُثناهُ الوَجود ١٥

بِتُّ أستبكي هَواني
دعوتي يا نفسُ بيدي

ما اشتفى قلبي حَنانيْ
كَ- على كلّ صَعيد ١٦

طارقاتُ الشوقِ زادي
وجُذى الغدر مزيدي ١٧

كُفَّ واقْفِلْ راجعاً غَيَّ
بْتُ- حبي في اللّحودِ

١. َويح:- كلمة تَرَحُّم وتوجُّعٍ ومدحٍ وتَعَجُّب، وتأتي للتَوَعُّد بمعنى- ويلٌ،   النَّكود- الحزن.
٢. الأدواح- الواحدة، دوْحة- الشجرة العظيمة، البَهار- الربيع. الغِياض- الروضة الغناء.
٣. قضيتُ- عملتُ به.
٤. القديد- المُقطّع.
٥. الرعيد- الرعد.
٦. الوقيد- المُتَّقد.
٧. أطفُّ- أطرد.
٨. ما شَدّ- ما أقسى.
٩. عَطفتُ- أوليته لِيناً ورحمة.
١٠. ألكسيد- ألبائِر.
١١. ألتَشبيبُ- التغزّل.
١٢. ألآلُ- ألسَّراب، البِيد- ألصحارى،
١٣. ألصِّيْب- أول ألمطر.
١٤. ألسُّهود- ألسُّهاد، ألسَّهر.
١٥. ألوَجود، بفتح ألواو- ألذي أصابه ألوجد- شدة الشوق. في البيت، إشارة إلى وصيةِ جميلٍ صاحبِ بثينةَ في إبلاغ حبيبته رثاءً من قوله ينعى نفسَه، يقول.. صَدعَ النَعيُّ وما كنى بجميلِ ** وثوى بمصرَ ثواءَ غير قَفولِ
ولقد أجرُّ الذيل في وادي القِرى ** نشوانَ بين مزارعٍ ونخيلِ
قومي بثينةُ واندبي بعويلِ ** وابكي يخليلك دون كلّ خليلِ.
١٦. حنانيكَ- رحمتُك.
١٧. ألجُذى- مفردها جُذوة، ألجمرة.

حسام عبد الكريم/ العراق..


No comments:

Post a Comment