Friday, September 25, 2020

الكاتب الأديب أ .Ghassan Dalal النص / خاطرة مقتل الأيام

خاطرة.. مقتل الأيام..

اليوم نسخة عن الأمس..

الإفطار..كوفيد..

الغداء..كوفيد..

العشاء..كوفيد..

قلق..خوف..اختباء..

وأخبار المساء..

عن بعض البلهاء..

في صراعهم للسيطرة على الإنسان..

على البقية الباقية من البسطاء..

اليوم نسخة عن الأمس..

لا جديد إلا في الحزن والأرقام..

ملايين المصابين.. والقتلى آلاف..

الحزن والخوف..

البطالة والجوع..

والضجر الضجر..

يشتد ويزداد..

فما كنت أتصور يوماً..

ولا حتى في رعب الكوابيس..

أن الهواء ممنوع دخوله بحرية إلى رئتي..

وأن بيتي هو سجني..

وأنا السجان..

وأن الشعوب محبوسة في بيوت..

أبوابها وشبايبكها..هي القضبان..

اليوم..نسخة عن الأمس..

الضوء مكسور..

البحر ساكن..

مقيد الأمواج مأسور..

لا أحباب..

لا شط أمان مضمون..

والقمر بلا نجوم وبلا عيون..

فأنا لم أدرك ..

قبل فايروس الكوفيد..

بأننا..أنت وأنا..

الضوء والبحر..الموج والماء..

وبأننا..

دون حريتنا..دون سعادتنا..

دون إنتاج..

دون أخذ وعطاء..

تتجمد الحركة..

تغيب الأوصاف..

تتلاشى معاني الظواهر ..

تختفي الأشياء..

لا رائحة ولا جمال..

للورد و الأزهار..

فالزمن..مجرد زمن..

جماداً. حجراً.. عصاة..

نلونها بالألوان..

نلبسها أحلى الأثواب..

نرسم لها العيون..

نضيف الرتوش..

ونضع لها المكياج والرموش..

فالزمن..مجرد زمن..

عجلة.. دولاب..

نحركه..نصبغ عليه المعاني..

نتوقع منه تحقيق الأماني..

ونعطيه الأدوار و والأسماء..

نقسمه..فصولا. ساعات.. أيام..

فبدون أنت وأنا..

لا إثنين ..لا أربعاء..

لا صيفا ولا شتاء..

لا أوصاف ولا أسماء..

دون أنا وأنت..

لا فكرة..لا جمالاً..

لا موسيقى..لا كلمات..

لا عمارا.. لا دماراً..ولا بناء..

فأنا وانت..سرالوجود..

والقيمة الأسمى للحياة..

فإن غبنا..

غابت المعاني و الألوان والأوصاف..

غابت المشاعر..

غاب الحنين والعتاب..

وغابت التهاني والأشواق..

فأنت وأنا..

أنت وأنا الحياة و الزمان..

غسان دلل.

Sent from Samsung tablet.


No comments:

Post a Comment