Monday, August 3, 2020

الاديب الراقي د. المفرجي الحسيني / النص الرائع / فجرك قريب

فـــجرك قـــريب وغيـــابك ثـــقيل
------------------------------------
فجرك قريب مني ،منهمك متسربل بالليل ،مرتبك مسهد أتوزع بين براثنه ،أفرّ الى دهاليزي ،تنبلج يداي واهنتين ،تجيئين، لا مفاجئة
بلغت من العمر عتيا ،منهمك أسبح بالنور الساجد أمامي ،وانا واهن ضعيف ،تدخلين كقمر من نافذتي ،يربكني، يهدد بلاغات شفاي
يزيد نور عينيّ ،أتحسر، تخرجين كالقمر ،لم أعرف من جلوسك، معي ساعات بل هي ،لحظات أحسبها  ،تتدحرج أفكاري، ككرة بين يديّ المتعبتين ،يطرق القمر بابي مرة أخرى  ،يفر عذابي، حين يبادلني القمر
قمرا منهمكا بمواساتي ،أستظل بالغيوم ، أبحث عن أمطرها ،بجمرة الحبّ بها، أنا أتلهب ،فيضي عليّ ، عيناك الزرقاوان ،بحر ،كنت سأكون الساحل، ألتقيك مجنونا بنبلك، عواصف على جسدي ،مبتهجا بألقك، غمرنا نور ،فانشطر الكون من تحته ،لم يكن الاّ برقا هادرا
قبلك لم تهزني أي صبية ،كنتُ جلال الصبايا والجمال ،كنتُ منشغلا بالغيوم البيضاء ،كنتِ الغيمة التي ظللتني ،والجمر الذي حملته بأكف يدي ،ما بعد الخيال والتخيل ،غير انتِ.. حدّقتِ بالرسائل ،سكبتِ نظراتٍ عليها ،أضاء بعض شبابك ،تتمعنين بالرسائل ،تسقط من بين يديك رسالة ،سطرها الاول أبكاكِ، مثل النجوم اللامعة، :أوحشني الغياب، الغياب ثقيل، نافذتي تهرأت، ويداي مكبلتان إليكَ ،أمدّها، تعود فارغتين ،أعود متوسلة بالرسالة، أغرق بالدموع يداي المرتعشتان ،أصابعي لا تقوى على مسك الورقة ،أمسكها بشفاهي، أحدّق مضطربة، منهمكة بدموعي ،ربما أطفئها كما الخشبة ،:دعني أرَ نفسي في عينيكَ ،أنظر، وخبرنّي بما ترى ،أرى وجهي في المرآة يحدّق اليّ ،أنني لا أرى سوى وجهي،  :أليس هذا ما طلبتِ، لا فرق بين الوجه والنفس؟!
**********
د.المفرجي الحسيني
فجرك قريب و غيابك ثقيل
العراق/ بغداد
1/8/2020


No comments:

Post a Comment