قصة قصيرة
( دعاء ملغى )
تلك الحقيبة الممتلئة بالنقود التي وجدها جاري، كانت قد فتحت شهيّة وأحلام الكثيرين ممّن سمعوا بالقصّة، ومنهم جارتي الخمسينيّة الجميلة الفرحة المرحة النزقة التي تدخل بيتي كالقطط في أيّ وقت تشاء دون استئذان ..
اعتادت على شرب القهوة الصباحيّة معي، وكنّا نتجاذب أطراف الحديث حول كلّ شيء وأيّ شيء ترغب هي الحديث فيه، ولو حاولت أن أحدّثها عن أمر يشغلني، بكلّ سهولة تتركني وتذهب!!
قالت لي ذات مرّة: لماذا الله لا يرسل لي حقيبة كتلك التي وجدها جارنا لأحقّق بها ما أتمنّى؟!.. مللت من هذه الأمنية شبة المستحيلة
قلت لها مازحة: ما قولكِ لو دعوت لكِ الله ليمنحها إيّاكِ؟
-أتمنّى.. ادعي لي عزيزتي.. يقال أنّ دعوة الغريب مستجابة
-حسناً.. وكم سيكون نصيبي من تلك الحقيبة التي ستجدين؟
سكتت طويلا والتفتت ذات اليمين وذات الشمال، نظرت إلى سقف المطبخ ونطقت أخيراً، سيكون نصيبكِ عشرة بالمئة من محتواها
ضحكتُ بشدّة وتعمدت الضحك بقوّة، أخبرتها أنّني لست بدلّال عقارات كي تمنحيني تلك النسبة، انتفضت في وجهي وصرخت.. وكم تريدين؟
قلت: لا أرضى إلّا بالنصف
استهجنت طلبي بشدّة وغضبت وارتفع صوتها: لم أعرفكِ جشعة هكذا يا حبيبتي
بحزم أخبرتها: إنّني لا أرضى بغير النصف.. إن لم توافقي يا عزيزتي لن تجدي تلك الحقيبة.. لأنني –ببساطة- قد ألغيت الأمر.. لن أدعو الله لكِ.
........................
منى الصرّاف / العراق
من مجموعتي القصصية ( للخوف ظل طويل )
No comments:
Post a Comment