تلالٌ من نهار
بقلم / عبدالزهرة خالد
————————
سأكتبُ ما لا طاقةَ للفهمِ والإدراكِ وأنتَ تغرفُ من ماءٍ صالحٍ لا يعرفُ عذوبته إلا جذورُ تفاحةِ آدم وحواء لحظةَ سقوطها بين أيادي النشوةِ تنزعُ علاماتِ الخوفِ والخشيةَ من النتائج .
من يتغرغر ُ بالجمالِ عليه إما يبلعه أو يتخلص منه على سطحٍ أبيض ليرى اللوحةَ التي رسمها فمهُ المبتلى بالصمتِ والثرثرة على حد سواء بينما لوحات مختلفةُ الأحجام تنادي عليه بأعلى الألوان ..
ها قد حلّ فصلُ العشقِ من نوعٍ آخر وعلى من يمشي في غياهبِ المطرِ أن يحملَ مظلةَ الصبرِ للوصول إلى أضلاعِ الدهشة والرعشة فمتى تعرفُ عزوفَ الشمسِ من السقوطِ في أحضانِ الصحراء إذن ستعرف أين يقع التلّ الأسود في خريطةِ النهار ، حتمًا ستتبع منْ يزرع بذورَ الخطى في رمالٍ مقفرة .
لا تعتب على ربابةٍ تعاتبُ الشجنَ ولا على وترٍ يذبحه القوسُ دون هوادة ، تريدُ الرقصَ مع غجريةِ الغنج بفستانٍ لماعٍ لمائة سنة ولم يمنعها النّجمُ من الالتماعِ على حسابِ ذبالة فانوس وسط الخيمة الوبرية .
من يريدُ التهجدَ في سبيلِ رضا الهوى عليه أولاً أن يتوضئ بماءِ الأحداق التي تبطش بلحاظها منْ يقابلها دون رحمة ، وتأمركَ ألا تكتب في العلنِ ولا تولول في الكتمانِ بقدرِ القبول بالقضاءِ والقدرِ أما الشكوى فهي من الكبائر في محاريب الغفران .
ألا تعلم كيف المواجهة بين المرايا والمساحيق أنّها كبيرة بحجمِ العتابِ ومسافة معركة دامية لسببٍ تافه ، لضعفِ تدبير الملامح تجاه البشرة الناعمة ساعة حبّها للفرشاة بشغفٍ لا يصدق إلا عندما تطمس رأسها في غبارِ الماضي مبللاً بتراتيل الحاضر شرط ألا تضرّ بالخدعة .
لا تستغرب هروب السيل إلى نهرٍ ضرير نازلٍ من شلالٍ جائعٍ وعند تناثر الرذاذ سيشعر بالأمانِ لهدوءِ الشطآنَ رغم توافد القطعان لتقضي على الظمإ الذي أستغل الشفاه .
أكررها وكررتها مرات ومرات سأسكرُ … سأسكرُ في الطرقاتِ وعلى قارعةِ التنبوء ما همني طقس اليوم ولا جو البارحة ، وأشعل إطاراتٍ جديدة مثلما فعلها الشباب فوق جسورٍ يعبر عليها العابرون إلى الجنةِ وأهتف كما يهتفون أنني أكره الحكومات وإن يحكم بها الأنبياءُ لأنهم أخذوا حقي مُذ ولادتي من رحمِ أمٍ يتيمةٍ ماتَ أبوها في حروبٍ لا ناقة لهُ فيها ولا جمل .
آه يا أهل الجنوب
ما طعمكم إلا مرارة وإباء
وما أزعجني غير الكبرياء ..
……………………………
البصرة /٢٣-٥-٢٠
No comments:
Post a Comment