حمالة الفصول
————————
#أنا لم أتعلمْ من الجبالِ كيف تذوب الثلوجُ ولم أتعلمْ من الكهوفِ كيف يختبئ فيها العصاةُ عند التمردِ ، ولا ليّ خبرةٌ في الزراعةِ كي أرتبُ لك الحقول ، علمتني المدينةُ … أسرحُ وأمرحُ فوقَ موائدِ المياه وأغلقُ نوافذَ الرمقِ بمساماتِ الطينِ الأجرد ، أشقُّ من يومي ساقيةً يجري فيها ليلٌ طويل كطولِ العمر وينحني نحو ضلوعِ الشوق وهنا تبدأ طامة المواسم …
#في تمام الساعة الجافة ، كان المخاضُ عسيرا على ولادةِ حلمٍ في وقتٍ باتَ على القابلةِ صعوبةَ المجيء ، قد تحتاجُ إلى طريقٍ يرافقُ قماطَ هذا الحلمِ يبدو أنها ستختارُ عربةً تجرُّها خيولُ تسعةِ فصول ...
#المطرُ يقسو بعضَ القساوةِ حينما مسحَ آثارَ أنفاسك من نوافذي وضبابِ صباحي ، أما الغيومُ هي العجلةُ التي تواصل بنقلِ المسافةِ من مكانٍ إلى خيال ثم تنثرُ البللَ فوقَ الذكريات ، حتى أنتَ يا نسيم خنتَ العهدَ وحنثت الوعدَ مع الندى لقد قطعّتَ نياطَ الأنين من اللون النحيف ما عاد الموسمُ أن يرسمَ خريطةَ الطريقِ غير عوارضٍ تعارضُ اللوعةَ ، وخيوط اليأسِ تشابكُ مظلةَ الرجاء …
###
عبدالزهرة خالد
البصرة
No comments:
Post a Comment