شفاهُ فنجان
شعر : رياض الدليمي
جلسنا معاً
بلا موعدٍ
على طاولةِ الوقتِ
أتذكرُ ...
ربما جَمَعَنا الشتاءُ والمطرُ
والمعاطفُ المعلقةُ على جدار العَتبِ
ربما اِجتمعنا
على الطاولةِ الوحيدةِ الفارغةِ من العشاقِ
تأملتُ أَسورةً حمراءَ
تزينُ معصمها اليمينِ
لا أَفهمُ نظراتِ عيونها الخضرِ
وأنا حائرٌ ماذا أقولُ
أتمنى أن تكونَ شوقاً
أو سؤالا ....
هي مثلي بالحيرةِ
شربنا القهوةَ
تأملتُ حافةَ الفنجانِ لحظةَ اِلتماسَ فَمها
شهقتُ .... أغارُ
لي رغبةٌ أن أُحطمُ الفنجانَ
عنيدٌ هذا ... يتزحلقُ بخدرٍ على فَمِها
فتتلونُ الحوافُ بحمرِ الشفتينِ
بسوادِ القهوةِ
وغيرتي
بمذاقِ مرِّ الذكرياتْ
خيطٌ سريّ ... بدأَ يمتدُ
يناديني للثرثرةِ ... والتوددِ
اِصبعي يشيرُ للوحةٍ عُلّقتْ على الجدار
فقلتُ- ما أجمل تقاسيم جسد الحصان
هذا الرذاذُ الغاضب
يمتزجُ باضلافِ أقدامهِ
وشعره الأصفر
وسبابتي المرتبكة المخادعة للصمتِ
لمذاقِ القهوةِ
طلبتها للرقصِ مع أسراب النوارس
فَرَفضتْ خوفاً من السماءِ
قالت - دعنا نفترشُ الموجَ
نرقصُ على اِشتدادِ صراخ البحرِ
يلفنا نعاسَ الجنونِ
سوف لن أسال
قالت – خذ ْ يدي أو أجنحة الفراشاتِ
وحَلقْ بي بمخالب العدم
هاأنذا أَرتجفُ من مداد الموجِ
اِنكسارات السنين على فمي
والغيابْ
أين أنا
أَهزُ راسي وأَمضي تحت المطر
أَتذكرُ شراسةَ الفنجانْ
No comments:
Post a Comment