.....فصول مسرحية.....
دور في مسرحية...
أتقنته امرأة مخلصة...
لعبته بكل جدارة...
اقحمت نفسها...
وشاطرت جمهورها...
بكل قطرة دمع...
وضحكة سن...
كانت تنظر بأعينهم...
كل الحب والإعجاب...
وكأنهم يتمنون...
لو أنهم يصادقونها تارة...
وتارة أخرى...
يحتضنون حنينها الدافئ...
وعمرها الغائب...
تراكضت في كل زاوية منه...
وكأن شيئاً التصق بروحها...
وعشق ذلك القلب المتورد بحبه...
كان صمتها يأتي بخذلان...
وبكاءه ينوح وينوء بالفرار...
ولكنها لم تقدر أن تغيب عنه...
تشير بيدها هنا وهناك...
كالمايسترو...
تتراقص مع انغامه...
وتسقط مع احزانه...
فتلون شعرها بالرمادي...
وارتسمت خطوط الزمن...
فوق شفتاها وفوق الجبين...
وبدأ المرض...
يتسلل اليها رويداً رويداً...
وكأنه افعى تحاول الالتفاف...
حول جسدها وقدميها...
فتشلها لتمتص رحيقها...
وتسقطها بوادي الأنات...
لم تبالي في بداية الأمر...
فأحست ان سلم النهاية...
قرب منها والموت يلقي...
بسلامه عليها من بعيد...
وكأنه يقول لها تحظري...
فأنا في طريقي اليك...
حاولت...
أن تكمل آخر فصولها...
قبل وداع لابد منه...
لكنها رأت أن جمهورها بدأ...
بالانسحاب...
وترك مقاعد الانتظار...
واصبح الغياب حاضرا...
فمن تحب يغادر باحتها...
والموت يقبل مبتسماً اليها...
ويجلس في الانتظار...
على كرسي بني له...فقط
تبدل الحال وكان ما كان...
فوقف وصفق لها واشار...
كنتِ هنا يوماً ما...
والان ستصبحين ذكرى...
لا تعرفي هل ستبقي...
أم أنكِ كتاب سيرمى...
كما الأسلاف...
فأدمعت عيناها وسكتت...
عن الكلام المباح...
وارتمت على أريكة الرحيل...
أنهار الدمع وتفجرت شلالاته
كالبركان...
فوصل اليها واغلقت عيناها...
وسلمت على حالها...
فالمسرح لم يدم يوماً لإنسان...
وأنزل الستار عليها كما انطفأت...
شعلة روح لم تطلب يوما...
سوى حب وحضن قلب...
يزرع على وجنتيها فرحة طفل...
وجد أمه بعد ضياع...
وصراخ عتيد قد اختبأ بصدره
منذ عصور طويلة...
فأعلنت عن أساها بهيبة أميرة...
ترتدي فستان أبيض...
ناصع الجمال لتنصيبها...
على عرش جمهورها...
الغافل عن أوجاعها...
لا ولن يدرك حجم آهاتها...
المتشبكة خيوطها...
تحت رداء ابتسامتها...
دون علم أي من نظارتهم...
التي تشبه...
سهام حرب إن انطلقت...
لا تخطئ هدفها...أبداً
لتفترس اجزائها وتحرق عظامها...
بأنيابها الحادة...
الممتلئة بانواع السم...
فلا خيار لها تلك المسكينة...
سوى تمني الدخول للعالم الآخر...
دون الرجوع إلى مسرحياتهم...
المتناقضة واللعوب...
فشكرا جزيلاً جداً...
لما وهبته كفوفكم لي...
من تصفيق حاد...
ولكم مني وداع ألا عودة...
ومع حضور خيبات الأمل...
الرحيل هنا أصبح واجب...
بعد إنتهاء فصوله...
ومغادرة خشبته...لابد منه
---بقلمي---
...سهاد حقي الأعرجي...
9/11/2020
الأثنين
No comments:
Post a Comment