Sunday, October 18, 2020

الاديب القدير أ. باسم عبد الكريم العراقي / النص / قرأءة تحليلية

قراءة تحليلية في  قطعة نصية :

(( حين تقابس أذيال الشهب مدرار عبراتي

ألعق رضاب الوحشة وحشرجة القلب الغافي

لأرسم رحيقي المتقلب على أجنحة الوروار))

للشاعرة السورية "مرشدة جاويش "

.............

القراءة التحليلية :

تركيبة العناصر المكونة لهذه (القطعة النصية) ،تعتمد الترابط الدلالي بين بناها ، لتحقيق الاتساق والتماسك المتينين اللذين جعلاه مفهوما خطابياً، وقابلاً للتأويل ، وسأقوم بتفكيك المقطع الاول من القطعة، للتعرف على معناه التحتاني ، تاركاً المقطعين الاخرين للقارئ كي يشارك في انتاج معنى هذه القطعة النهائي :

الاشارةتقابس : بنيةصرفية من الفعل قَبَس ( ويعني : أوقد ) على وزن تفاعل دال على المشاركة ، وهي رابط دلالي بين بنية الصورتين

اذيال الشهب / مدرار عبراتي ، كما سيتوضح هذا بعد تفكيك بنيتهما

دلالتها واستخدام الشاعرة لجمع القلةاذيال ( كنت افضل استخدامها جمع الكثرة / ذيول ،ليتحقق التوازن الدلالي بين الكثرة وبينً صيغة مبالغة / مدرار )، لايخل بالتكافؤ الدلالي بين الصورتين :

اذيال الشهب /غزارة الدمع

فكلتاهماوصفيتان حركيتان، تطلقان اشارتين توحيان بدلالتين مزاحتين لغاية قصدية تكثيفية ، وهذا مايوضحه تشريحهما كما يلي :

(اذيال الشهب)

اشارة مركبة من دالتين احاليتين :

الاولى / اذيال : دالةجمعية، احاليةداخلية، مدلولهامؤجل لما

يعد التعرف على مدلول الدالة الاحالية الخارجية الثانية بعدها(الشهب )، فهي مخصصة بالاضافة اليها .

الشهب :دالةذات مدلولية صورية محسوسة ( تُرى بحاسة البصر )

ومعناها احالي خارجي / السياق العلمي ،حيث يُعرفها كمايلي :

اجرام سماوية ملتهبة/ مشتعلة، بفعل حركتهاالاحتكاكيةالمتسارعة في مجال

مكاني(الغلاف الجوي للارض / الفضاء)/ ازيح الظرف الزماني

الليل ( فالشهب لاتُرى اثناء النهار)، مولده خلفها خطوط متوهجةمتداخلة، تشبه الامتدادات الذنبية ( اذيال او ذيول)

وبذا تعرفناعلى دلالة / اذيال

فتكون مركبات هذه الصورة :

اجرام سريعة الحركة + مجال مكازماني + اشتعال + خطوط

ذيلية متوهجة .

والان ساشرح بنية الصورة الثانية ( مدرار عبراتي )

عبراتي : دالةجمعيةسياقيةالمدلول مركبة/ عبرات + ياء المتكلمة ، مزيحةلدالة مولدة لها/ عيوني

ولكون محمولها ( مدرار ) دالة على المبالغة (الغزارة والكثرة)

وهذه لا يهيجها الا حزن شديد مستمر .

وبتجميع هذالدلالات نحصل على هذه المقاربةالمعنوية :

دموع حزن شديد تذرفها عيوني

وبإحالة هذه المقاربة تخارجياً / السياق الاجتماعي

( السوسيولوجي ) تصبح دلالة( مدرار عبراتي ) :

غزارة جريان عبراتي الساخنة الحارقة، تذرفها عيوني المِجمَرَة ( صفة

للعين هذه التي تبدو كأن جمراً وُضِع فيها )

ومما حصلنا عليه من تشريح الصورتين من دلالات بمكن عقد هذه التقاربات بينهما :

حركية اذيال / جريان عبرات

متوهجة/ ساخنة

مشتعلة/ حارقة

الشهب / العيون المجمرة( تشبيه

ظلمة الليل / الحزن الشدبد ( غم يطفئ الامان النفسي )

الشهب / عيوني

وهنا تاتي الاشارة التشاركية ( تقابس ) لتربط بنية الصوريتين

ترابطا دلالياً وكما يلي:

صورةاذيال شهبية متوهجة ـ مصدر للايقادـ صورة جريان عبرات حارقة

وهذا الترابط جاءعلى مستويين :

ـ ترابط اتساقي ( شكلي ) لتحقيق التكافؤ الدلالي وصفياً ، وظرفياً( مكانياً هنا)، كمافي التقاربات اعلاه

ـ ترابط انسجامي ( تماسكي ) بين بنى الدلالات التحتانية للمقطع

مما جعله قابل للتأويل وبالتالي الفهم المقارباتي منطقياً.

ـ باسم العراقي ـ


No comments:

Post a Comment