Monday, October 12, 2020

الأديب الراقي أ. غسان دلال / النص/هزيمة الأحزان

هزيمة الأحزان..

تعالوا معا نستكشف الذات..

نغوص في أعماقنا..

نفتش عن اسرارنا..

نحاصر ضعفنا..

ونوسع مساحات قوتنا..

تعالوا معا..

نطير..

نحلق لأعالي الفضاء..

فللحزن قبر..وللحزن آفاق..

ومنه ما قتل..

ومنه ما أحي الضعفاء..

فللحزن وجهان..

وجه بائس خناق..

ووجه متأمل خلاق..

ونحن أمة..

تغرق في الحزن..

تغوص به..

من الرأس إلى الأعماق..

نعشق الشكوى..

ونعشق السواد..

نكاد نقضي في حزننا..نكاد الاختناق..

نستسلم..!!؟

نموت في ربيع العمر..!!؟

دون درفة دمع..

دون عزاء ودون رثاء..!!؟

فلم الآخرون سادوا..

ونحن للهزيمة..للحزن أذلاء..!!؟

فتعالوا معا نستكشف الذات..

تعالوا..

نخرج أجمل ما فينا..

نطير..

نحلق لأعالي الفضاء..

ففي كل واحد منا قدرة..

على قدره..

قدرة على الصبر..

على الصمود والعطاء..

قدرة على الوقوف بعد انكسار..

و رفع راية الحق..

راية الوطن..

راية الانتصار..

فلنفجر الحزن أجزاء.. أجزاء..

ولنمزق  الأحقاد..

ونمزق بالي الرداء..

ولينطق حزننا إبداع..

فن..موسيقى..

في الأدب..في الشعر..

في الحب..

في الجمال وفي البناء..

وليكن لنا في بحار الحزن..

صبراً جميلا.. وكبرياء..

تلك بداية طريق الحرية..

في الارتفاع عن الأحزان..

في الجراءة..وفي الإقدام..

تلك بداية الانعتاق..بداية السباق..

فلا استسلام للحزن..

ولا للهزيمة الانحناء..

فكفانا..

كفانا الندب على الأيام..

وعلى الاطلال البكاء..

كفانا لوم الزمان..

فنحن أمة كانت..ولن تزول..

أمة ستعلو وتكون..

إن هزمنا حزننا..

إن توقفنا عن اجترار ماضينا..

وسمونا فوق الآهات والجراح..

فنحن سادة..كرماء.. أعزاء..

غسان دلل.


No comments:

Post a Comment