Monday, September 28, 2020

الأديب القدير أ. مهدي سهم الربيعي / النص / ملاك بملامح مشبوهة

ملاك بملامحٍ مشبوهة
===============
لَسْتُ سِوَى صَوْتِ بُكَاءٍ يَسْتَغِيثُ فِي الْبَريَّةِ . . لَا أَنْدُبُ حُظُوظَ الجُبناء . . الشَّجَاعَةُ غَرِيزَةٌ . .
تائهةٌ فِي حُلمٍ سَيٍّء . . تُراودني . . تَمْلَأ جمجمتي المتخمةَ بِالنِّسْيَان . . إلَّا شَرْخاً وَاحِداً . . مِنْ خِلَالِهِ أَلِجُ تراكماتٍ طاعنةَ الندوبِ . .
لَا أَجيدُ القَفْزَ عَلَى وَجْهِ رَجُلٍ مَيِّتٍ . . سأرتشفُ كَأْسًا ثقيلةً . .
أَزْيَدُ بِهَا ثَمالتي . . و أُبْحِرُ إلَيّ . . أَنَا الْجَزِيرَةُ الغارقةُ . . أتظاهرُ بِأَنِّي حَزِينٌ وَاسْتَمْتَعُ بِالصَّمْتِ . .
أتجاهلُ وُجُودَ المنفى . .

تِلْكَ النُّقْطَةُ الْعَمْيَاءُ فِي رادارِ الْإِنْسَانِيَّةِ . .
عَاقِلٌ . . ﻻاريدُ أَنْ أَكُونَ شِرِّيرًا تَائهاً مهووساً . .
ﻻ أُرِيدُ إلَّا وِسَادَةً صَغِيرَةً للرقادِ . . نَافِذَةً مِنْهَا أُكَلِّمُ النُّجُومَ . .
وَامْرَأَةً تعْرَف كَيْف تَجْعَلُنِي مَذْهُولاً بِالْوَهْمِ . . لَسْتُ مخبولاً عَلَى الْإِطْلَاقِ . . غَيْرَ أَنَّ الْجَمَالَ أَكْثَرُ صُعُوبَة مِنْ كُلِّ شَيْءٍ .
==========================
مهدي سهم الربيعي /العراق/


No comments:

Post a Comment