الرقصُ على الريق
——————
أردتُ منك أن تختصرَ كلّ الأحلام بفجرٍ واحد يفسرُ التأويل دون تدخل يوسف في التفاسير ، كنتُ وما زلتُ أطهو الطموحَ بمشاعلِ المعاناة ، بينما عيونُ اللّيل ترقبُ هفهفةُ الفجرِ تنادي
اقتربْ لخاطر الندى ..
اقتربْ لقد مللتُ وقفةَ القناديل ..
الوجعُ جدارٌ طويلٌ يحيطُ محيطَ العمرِ كالأسلاكِ
لا تقبل إلا بالزحفِ من تحتها لأكمال العبور ،
مشوارُ النيةِ يفكرُ بخلطِ الحواسِ منذ الحبو الأول
على الأراجيح والاعتماد على عجلةٍ خشبيةٍ
تسيرُ بلا صريرٍ يفزع الهيام النائم ،
بينما تستريح في محطاتٍ تقتاتُ على السأم .
الغاوية تنبتُ أنثى من العراق ،
تسقي سمرتها من الفرات ،
هي الشمسُ أكملت سحرها
وما على الشعاع إلا أن يلقفُ ما يأفكون
ويتفرع غصنُ الزيتونِ في سفينة نوحٍ .
تفيضُ التفاصيلُ بالمحاور والسدود رموشُ الأمل ،
احذر من فئرانِ السدودِ قد تقضم مفاتنَ الشوق وتخترق سدَّ المآرب مرة أخرى وما عادَ سعيد يصلحُ الفيض ، الانتقالُ من البأسِ إلى اليأسِ كما عرفتُ أحتاجُ نقطةً واحدةً من دون همزةٍ تلتفُ حولَ العبارات .
الفعلُ المترهلُ بالأوامرِ وعلاماتِ تعجبٍ
لها علاقات مشبوهةٌ متعاكسة مع ردةِ فعلٍ جائر ،
على حافةِ الهوسِ هناك عقلٌ مولعٌ بالمغامرة …
مغامرة الجنون ،
ذكاءٌ مولعٌ بالتصديقِ أنّ الشّمسَ لصٌ عتيد تسرقُ
لهاثَ الضوءِ وتشربُ نقاطَ الوهجِ تحت مرأى النجوم ٠
كبرياء الموتى هو السكون
كبرياء الغيمة هو اللون
وكبرياء الخطى هو الأثر
لكن أثر العالم في فخذِ أغنيةٍ غنت عن وطنٍ جريح وخاصرة الرقصة الوحيدة التي تحمّلت شدّ الوثاق ووشوشة الدف ٠
لا فرق عندي عندما غيرت وجهة سفري إلى طريقٍ موغل بالحنين نحو امرأةٍ تشبهُ دمعةً واحدةً محبوسة خلف شاهدةِ قبرٍ مكتوبٍ عليها " ها أنا حيٌ أرزق في العيون " ٠
يا خيرَ دربٍ
أما خشيتَ صفعاتِ البحر بموج الغرق
أجابني الدرب …
الحفاةُ تنقذني من كلّ ضنك وشدة ..
…………………………
عبدالزهرة خالد
البصرة / ١٣-٥-٢٠
No comments:
Post a Comment