مقال.
وكما للرجل ظلمه، فللمرأة ظلمها
كم يشتاق المرء للخلوة بنفسه في ساعات طويلة ليرتب حياته، خاصة مع الأزمة التي يمر بها العالم، وتشنجات الحياة بعد المخاض، لكن لا أجمل من أن يسكن المرء مساحة شاسعة في قلب الحياة، حتى يحيا ويحيي، لكن ما تبصره عيناي بعيد كل البعد عن مايشبه الحياة، عن الطلاق أتحدث ،تلك الجريمة الإنسانية التي لاترحم حلاوة الدنيا والآخرة، فكيف لمن يحمل صفة الإنسان يصبح العدو الأكبر للإنسان؟.
تصبح الحياة صعبة بعد الانفصال، لكن حينما تثمر العلاقة بأطفال، فعلى المرء أن يتخلى عن أنانيته، ليس عيبا أن نركد وراء طموحاتنا وإثبات ذواتنا، لكني ضد فكرة الانفصال حينما يقتحم الأطفال العلاقة، فيصبح الطفل الطرف الثالث فيها، حينما يكون سبب الطلاق (إثبات الذات، أو تحقيق الطموح، أو الرغبة في الانتقام) برأيي كلها أسبابا بلا أسماء يمكن أن تعالج، خاصة إذا ما كان الوالدين مثقفان ركزوا معي مثقفان( le savoir vivre et le savoir faire.....).
بالرغم من التحرر الفكري الذي اكتسبناه بفعل التكنولوجيا و سرعة التطور، إلا أن القناعة بعدم إنصاف هذه الأسباب لن تنصف الشعور بالذنب اتجاه الأطفال الأبرياء الذين يحرمون من كلمة (الأب، الأم).
ناهيك عن الزمن الذي لا يضيع وقتا لتمزيق الضمير، مهما تجاهل المرء شعوره بالذنب، فالحاجة للشيء حتما سيوقعنا يوما ما في هذه القرارت.
لاشك أن هناك حالات طلاق منطقية وأسبابها واضحة و رجعية، لا تكلل العلاقة بالنجاح،
بعيدا عن القوانين والمواثيق العالمية التي تنصف كلا الطرفين، لكنها هي الأخرى في منأى عن تحقيق وتوفير الحماية الكافية للأطفال، فالاتفصال حق مكفول للجميع ولاهرب منه.
إذا كان للطبيعة غريزة على ابنها الإنسان ولم تستطع تحمل ظلمه وهاهي تعاتبه، فكيف للإنسان أن يقسو على الإنسان ويصبح العدو الأول لهذه الطبيعة البشرية التي حبانا بها الخالق.
بقلم سلمى النعيمي.
No comments:
Post a Comment