Tuesday, April 21, 2020

د. صالح العطوان الحيالي الحيالي / ياأمة الاسلام تذكروا تأريخكم

يا امة الاسلام تذكروا تاريخكم المجيد لتعرفوا .. طريق النصر
ــــــــــــــــــــــــ د.صالح العطوان الحيالي. العراق .13.4.2020
تاريخ المسلمين  تاريخ مشرق حادثة وقعت في حقبة من حقب التاريخ الإسلامي المجيد , هذه الحادثة واقع مشرق من تاريخ الإسلام يرينا كيف محق الإسلام أخلاق الجاهلية واحل محلها أخلاقا تمثل الإخاء والمحبة , وصفاء النفس والإخلاص لله رب العالمين , وكيف صانت هذه الأخلاق النبيلة وحدة الصف , وكيف صنعت للجيش الإسلامي حلة النصر .. وإنها لصفحة مجيدة من تاريخ الإسلام تصور كيف يصوغ الإيمان بالله نفسية الرجال , وكيف يسدد أعمال الأبطال , وكيف يقودهم إلى النصر والفلاح
من الوثائق التاريخية الإسلامية رسالة من الخليفة الأول – أبي بكر رضي الله عنه – إلى أبي عبيدة بن الجراح قائد جيش المسلمين في الشام يقول فيها (بسم الله الرحمن الرحيم . من عبد الله بن أبي قحافة إلى أبي عبيدة ابن الجراح . سلام الله عليك .. أما بعد فقد وليت خالدا قتال العدو في الشام . فلا تخالفه واسمع وأطع , فاني وليته عليك وأنا اعلم انك خير منه , ولكن ظننت أن له فطنة في الحرب ليست لك , أراد الله بنا وبك سبيل الرشاد ).
وقبل واقعة اليرموك بعشرين ليلة مات الخليفة الأول أبو بكر رضي الله عنه , وتولى الخلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه  , وبينما واقعة اليرموك قائمة على قدم وساق وصل إلى أبي عبيدة كتاب من امير المؤمنين عمر رضي الله عنة يقول فية : ( بسم الله الرحمن الرحيم , من عبد الله عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجراح , أوصيك بتقوى الله ,الله يبقى ولا يبقى سواه , الذي هدانا من الضلالة , وأخرجنا من الظلمات إلى النور .. وقد استخلفتك على جند خالد بن الوليد فقم بأمرهم , وبحقي الذي عليك لا تقدم المسلمين إلى هلكه رجاء غنيمة , ولا تنزلهم مكانا قبل إن تستريده لهم ونعلم كيف مأتاه , وإياك وإلقاء المسلمين في التهلكة , وقد ابتلاك الله بي وابتلاني بك , فغض بصرك عن الدنيا وأله قلبك عنها , اياك ان تهلكك كما أهلكت من كان قبلك فقد رأيت مصارعهم ).
هذه الوثائق تضعنا أمام خليفتين للمسلمين , من الخلفاء الراشدين وقائدين من أكفا قادتهم .. الجميع تحكم المصلحة العامة أعمالهم , فبدافع المصلحة العامة يرى كل خليفة راية في قيادة الجيش في الشام .
وبدافع المصلحة العامة ضرب القائدان العظيمان المثل الأعلى بنبالة القصد , وسلامة الهدف , وسمو الخلق , وصفاء النفس .
كان أبو بكر قد ولى خالد قيادة الجيش وكان أبو بكر الصديق مدركًا لذلك، فرحًا بانتصاراته، يدعو له ويقول: (أَعَجَزَتِ النساءُ أن تلد مثل خالد بن الوليد؟!!) وبعد أن توفى الصديق ،
أرسل عمر رسالة إلى أبي عبيدة بن الجراح في أرض الشام مع مولاه يرفأ، جاء فيها يعلمه بوفاة أبا بكر وعزل خالد من قيادة الجيوش وتولى أبى عبيدة القيادة بعد خالد بن الوليد فأرسل عمر قد بلغنا حصاركم لأهل دمشق وقد وليتك جماعة المسلمين فابثث سراياك في نواحي أهل حمص ودمشق وما سواها من أرض الشام وانظر في ذلك برأيك ومن حضرك من المسلمين ولا يحملنك قولي هذا على أن تغري عسكرك فيطمع فيك عدوك ولكن من استغنيت عنه فسيره ومن احتجت إليه في حصارك فاحتبسه وليكن فيمن يُحتبَس خالد بن الوليد فإنه لا غنى بك عنه. (فاحتياج المسلمين لخالد بن الوليد أمر لا ينكره أحد، لذا نصحه أن يستبقيه مع الجيش الذي يحاصر دمشق)..
وبعد أن قرأ أبو عبيدة بن الجراح الخطاب نادى معاذ بن جبل فأخبره، ثم قال يرفأ لأبي عبيدة: إن عمر بن الخطاب يسألك عن جيش المسلمين، ويسألك عن خالد بن الوليد، ويزيد بن أبي سفيان، وعن شرحبيل بن حسنة وعن معاذ بن جبل وهم قادة الجيوش، فقال أبو عبيدة: (أما خالد فخير أمير، وأشدهم على عدوهم من الكفار، فجزاه الله عنهم خيرًا) وفي هذا شهادة من أمين الأمة على أن خالد بن الوليد ذو كفاءة عالية، وأن اختياره للقيادة كان اختيارًا صائبًا، ثم يذكر أن بقية القادة كانوا أشداء على المشركين رحماء بينهم..
ثم يكتب كلا من ابو عبيدة ومعاذ بن جبل رسالة لعمر بن الخطاب يذكرونه بعظم بالأمانة التى يتحملها ويحذرونه من بطانة السوء
أبو عبيدة يتكتم الأمر :
فمضى الرسول بالكتاب إليه , وقال أبو عبيدة لمعاذ بن جبل والله ما أمرنا عمر أن نظهر هلاك أبي بكر للناس, وما نعاه إليهم فما ترى أن نذكر من ذلك شيئًا دون أن يكون هو الذي يذكره (يريد أن يكتم الخبر عن المسلمين، حتى لا يوهن من عزائمهم، وكتم ذلك الخبر يدل على مدى ما كان عليه أبو عبيدة من زهد في الدنيا , فقد ولاه عمر قيادة الجيوش بدلاً من خالد), قال له معاذ: فإنك نِعْمَ ما رأيت، فسكتا فلم يذكرا للناس من ذلك شيئًا.
وبقي الأمر على ما هو عليه، على الرغم من أنه فيه مخالفة لأمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في تغييره لأمير جيش المسلمين، ويبدو من الرسالة أيضًا أنه كان يريد أن يبلغ المسلمين بوفاة أبي بكر، لأن ذلك التغيير الذي وضعه عمر يقتضي أنه هو الذي أصبح خليفة المسلمين..
ولما علم عمر بما فعل ابو عبيدة
فأرسل عمر بن الخطاب رسالتين، الأولى: يرد فيها على رسالة معاذ بن جبل وأبي عبيدة في رسالتهما إليه،
والثانية إلى أبي عبيدة خاصةً يقول له فيها:
من عبد الله عمر، إلى أبي عبيدة بن الجراح، سلامٌ عليك، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو، وأصلي على نبيه محمد ، وبعد، فقد وليتك أمور المسلمين، فلا تستحي فإن الله لا يستحي من الحق، وإني أوصيك بتقوى الله الذي أخرجك من الكفر إلى الإيمان، ومن الضلال إلى الهدى، وقد استعملتك على جند خالد، فاقبض جنده، واعزله عن إمارته.
ويتداول المسلمون الأمر فيما بينهم، حتى يصل الأمر إلى خالد بن الوليد ، (من تاريخ دمشق: فأقبل حتى دخل على أبي عبيدة فقال: يغفر الله لك يا أبا عبيدة؛ أتاك كتاب أمير المؤمنين بالولاية؛ فلم تُعْلِمْني وأنت تصلِّي خلفي والسلطان سلطانك!!)، (لأن الصلاة تكون للأمير، أو الوالي على المسلمين، حتى وإن كان مَنْ خلفه أقرأ منه، وكان هذا فقط ما أقلق خالدًا ، فلم يسأله: لم عزله عمر؟ ولم يعترض على رأي خليفة المسلمين!) فقال أبو عبيدة: وأنت يغفر الله لك، والله ما كنت لأعلمك ذلك حتى تعلمه من عند غيري، وما كنت لأكسر عليك حربك حتى ينقضي ذلك كله, ثم قد كنت أُعْلِمُكَ بعد ذلك، وما سلطان الدنيا أريد وما للدنيا أعمل، وإنَّ ما ترى سيصير إلى زوال وانقطاع، وإنما نحن إخوان وقُوَّام بأمر الله ، وما يضر الرجل أن يلي عليه أخوه في دينه ولا دنياه، بل يعلم الوالي أنه يكاد أن يكون أدناهما إلى الفتنة وأوقعهما في الخطيئة إلا من عصم الله وقليل ما هم.
ولم يعترض أحد على ما قرره الخليفة من عزل خالد، كما لم نسمع عن اعتراض على توليته على الجيوش، وقد كان أبو عبيدة أميرًا عليها، وهذا يعكس لنا إلى حد بعيد، طبيعة ذلك الجيش الإسلامي المنتصر، فلا فرق لدى المسلمين، فهم تحت أي إمرة يعملون، وفي أي صف يشاركون، وإنما هدفهم رضا الله ، والجهاد في سبيله. وهذا يوضح لنا أنه لا يمكن أن يعود الإسلام من جديد إلا بجماعة من المسلمين متحابين مترابطين.
المصادر
1- تاريخ دمشق لابن عساكر
2- فتوح الشام للواقدي
3- تاريخ الرسل والملوك للطبري
4- تاريخ الخلفاء للسيوطي


الاديب القدير محمد النعة / خاطرة

كم هو جميل
ان تكون
الرياضيات جزء
من الحياة
وليست الحياة
كلها رياضيات


الشاعرة القديرة Suhada Hiky Al -- arajy / قرار وتين

.....قرار وتين.....

وتين قرر...
إغلاق دروب العشق...
وتغليف أبواب طبيته...
باغصان شوك عالية...
وحرث بطانة عمره...
وتجفيف نهر عطاءه...
وسقاية أيامه...
شربة حب لذاته...
التي نسيت منذ صغره...
فقط لأنه...
أحب دون طمع...
أراد أن يحيي...
أركان معشوق...
لم يعلم بغدره...
ولأنه زرع...
الورد المزهر بطريقه...
ولم يطمع...
سوى باحتوائه...
ودفئ حضنه...
باهداب الصدق...
فطمع هو...
بكل أجزاءه...
وامتص منه...
كل أقمار ليله...
وفرحة...
هدمت بمنجله...
بقوة...
الخداع والجبروت...
وكأنه...
لم يكن يوماً...
بين ذراعيه...
كطفل صغير...
يداعب ويتأمل...
خطوط وجهه...
وتقاسيم السنين...
حول هلال عينه...
وتلك...
الخصلات الرمادية...
الناعمة المتساقطة...
من قمم...
كقمم الجبال الملونة...
التي كانت تتراقص...
مع حركة أصابع يده...
لتفرد ذلك...
اللون دون تململه...
ويأتي بتلك...
النظرة المتأملة له...
والعشق يحرك قلبه...
يبتسم...
ويحرك كل أمواجه...
بنحو جميل...
وكأن...
السحاب تصل لذراعيه...
وتتشكل كيفما يشاء...
وكم كان اعتقاده خاطئ...
فالسعادة لن تدوم...
مع من لا يدرك قيمتك...
ويتمنى أن يؤلمك...
ويتفنن برسم الدمع...
على وجنتيك...
ويمحو أجمل صفحاتك...
أسفي على عمر ...
ركب طائرته النفاثة...
وأخذ معه كل شيء...
جميل في قاموسي...
وترك لي الحزن الطويل...
وآه لك يا عمري...
الذي إنتهى...
لأجل من لا يستحق...
---بقلمي---
...سهاد حقي الأعرجي...
20/4/2020
الإثنين


الشاعر القدير / Caeser Ja / انفاس عاشق

أنفاس عاشق
"""""""""""""""""""""""""""""""""""
أقول وفيك لغتي تناثرت
       بين ضم وفتح وذاك لعيني فؤاد
نبض خاض الشوق للحظه
كأنها العمر ولو سار البحر مداد
هلم يامن للنفس جادت روحه
فيض من أنفاسك بغت دون ميعاد
وعلا على الطير شد جناحه
وعلى الأبيات توقف الهودج بالعباد
هلم غزلا في وصفها وأجاد
ولم يرى إلا راحه معصميها للأصفاد
فكيف للعشق من نظرة تواعدني
أن يجعل ثملا يرى السراب بلاد
ويسير للديار شأنه شأن
القوافل عندما تصل بغداد
سلاما إليك ياعطر أمي
يا أول الوجود وآخر الأحفاد
سلاما إليك حتى غسق الليل
حين يرث القلائد من ظلمة السواد
حيث تعتليني فيك قبله في
محراب عينيك رغم الحداد
فأنا عاشقتي توجتك ملكة
ولك زهوا لامرئ لامطرقة حداد
والبهاء في الهوى يرسم رونقا
على أبيض العيون بلقاء الميلاد
فاقطعي سبيل أحرفي والورق
في أنهارك تغرق و كلمات الأجداد
وقطعي الأوصال وعلى الجبال
أنثريها فرب إبراهيم لها جواد
يجمعها فيك دون أن تدري
وتتوحد الأنفاس حبا والأجساد
بقلمي
محمد كاظم القيصر


النساء بذور إزهار بقلم الشاعر القدير عدنان الحسيني

♦((النساء بُذور ازهار))♦

وَكَم تَحتَ الجَلِيدِ  بُذور  إِزهارٍ
تَنْتَظِرُ بُزوغُ الشَّمسِ أَصطبارآ
            ★★★
وَكَم حَقِيقَةٍ أَخْفاها عُرِفٌ لَئِيمٌ
وَشَاعَ ظَلَم النِّسَاء . . . . جِهارآ
            ★★★
وَكَمْ  مِنْ  نِسَاءِ  أجدَبنَ    نَبتَاً
وَلَو سقينَ مَاء" أورَقنَ أزهارآ
              ★★★
وَتَحتَ حَنايا الصُّدُورِ لَهُنّ قَلباً
يَفِيضُ حَناناً كَمَا تَفِيضُ أَنهارآ
             ★★★
وَلَكِن الدُّنْيَا لَمْ تَبقِ لَهُنَّ صَرحَاً
سِوَى خَرَائِبٍ لِلبومِ فِيهَا اَوكارآ
            ★★★
ورسالاتُ السَّماء اَوصَينَ بِهِنَّ
وَلَكِنْ لَمْ يُؤخَذْ  فِيهِنَّ  اِعتِبارآ
             ★★★
وَهِيََ أُمُّ الخَليقَةِ جَمْعَاً وَلَولاها
مَا لِآدَمَ  نَسْلٌ  يَسْعَى   انتِشارآ
              ★★★
وَمَن   مِثْلِي  لايرضى لَهُنَّ    إلَّا
يَكُنَّ مَشاكِياً يَشِعَنَّ بليلي أنوارآ
               ★★★
وَلِيّ  بَيْنَهُنّ   لَو   بَزَغَتْ    بِعتُمٍ
لأنارَتْ الكَوْنَ  وأخمَلتْ  أقمارآ
               ★★★
وَإِذَا سَمِعْتَ زَعِيق قطاةٍ وَجِلتُ
وَرَاح جَفْنِي يهْمِي الدَّمْعَ مِدْرَارآ
              ★★★
أَذْكُرُ  يَوْمَ   كُنَّا  بجرفِ    فَراتٍ
تُبادِلَني حَدِيثَاً وأسمعُها أشْعَارآ
                ★★★
كُلّ فَضَائِل الْإِنْس فِيهَا   اِكْتَمَلَتْ
وَإِلَيْهَا وَإِلَى أَهْلِهَا   فَخْراً  يشارآ
               ★★★
وَلَوْ   كُنْتُ   فِي آخِرِة   وَخَيَّرَني
إِلَهِي لِمَا غَيْرِهَا  عَدَوتُ  اختيارآ
              ★★★
أيعقل وَلَدَنْها وأُصِبْنَ النِّسَاء بِعُقمٍ
أَم عَيْنِي  أغشاها  السِّحرُ   غُبارآ
              ★★★
إنْ قُلْتُ   فِيهَا  مِنْ  الشَّعْرِ  نَسِيبَاً
فَذَاك أَقَلُّ مَا يُقَالُ فِيهَا اخْتِصارآ
              ★★★
فَتَحْتَ  جَفْنَيْهَا  قَوَافِي   مِنْضَدَةً
بِهَا مِنْ سحْرِ الْبَلَاغَة مالا  يُجَارَى
             ★★★
هِيَ   وَاللَّهِ   قُرَّةُ عَيْنِي بِهَا   أَسَرُّ
وأنتشي  رُوحَاً  إذَا  دَارَ   الحوارآ

بِقَلَم عَدْنَان الْحُسَيْنِيّ
٢٠٢٠/٤/١٤م
لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ السَّاعَة ٧ : ٥٩/العراق 🇮🇶/بابل


د.صالح العطوان الحيالي الحيالي / النص الاوبئة في زمن الاسلام

النبي صلى الله عليه وسلم والاوبئة
ـــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - 15-4-2020
إن من علامات نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، ودلائل صدقه عليه الصلاة والسلام: تحقق ما أخبر به حين كان ينزل عليه الوحي -صلى الله عليه وسلم-، فأخبر يومها بما يكون قبل الساعة من الملاحم والفتن، ولا يزال ذلك يتحقق، ويراه الناس أمام أعينهم، فيصدقون ما أخبربه صلى الله عليه وسلم، فيعلمون أنه رسول الله حقا. توقن بذلك قلوبهم، وتطمئن بذلك نفوسهم، ويثبت الله المؤمنين بحمده سبحانه في زمن الفتن، وفي زمن البلاءات المزلزلات، والفتن التي تحرف كثير من الناس، وتزلهم عن الثبات، وأهل الايمان على هدى من ربهم، ثبتوا فثبتهم الله، واستقاموا فأقامهم الله على دينه القويم، وصراطه المستقيم.
إن مما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سيقع في آخر الزمان، انتشارالاوبئة، الموت بين الناس، وكثرة موت الفجأة، وذلك يكون بأمور كثيرة، من الحوادث، والزلازل، والبراكين، والاوبئة، والاعاصير، وغير ذلك من الطوافين التي يكون فيها هلاك لأعداد كبيرة من الناس، وكذا الحروب والملاحم التي أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها تكون في آخر الزمان، حينما يفسد الناس، وتكثر الفتن، والجهل والبعد عن دين الله، وعندما يتجرأ الناس على حدود الله -عز وجل-، وعندما يكثر الفساد، وعندما يكثر الفساد في الأرض، فيكون بذلك أمور تنذر الناس وتقرعهم، فيها موت للبشر، وللدواب، وللنبات، ولغير ذلك مما هو قوام حياة الإنسان، وحياة غيره على هذه الأرض.
   إن الله -عز وجل- أخبرنا في كتابه الكريم أنه ما أصاب أحد مصيبة إلإ كانت بما كسبت يداه: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) [الشورى: 30].
ولقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لا يزال يتفاقم هذا الأمر، حتى أن الإنسان ليمر بالقبر، فيتمنى أن يكون مكان المقبور من شدة ما يرى من القتل، واستباحة الدماء، واختلال الأمن، كما جاء في الأحاديث الصحيحة.
وهذا يعيشه ناس كثير في بلدان كثيرة اليوم.
وأما الموت بالأوبئة، فالنصوص عليها واردة من سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن علامات الساعة، ففي حديث عوف بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، وهو في قبة له من أدم -أي خيمة من جلد-: "أعدد ستا بين يدي الساعة: موتي -صلى الله عليه وسلم-، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مئة دينار فيضل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلإ دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الاصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا" [رواه الإمام البخاري].
فهذه الست من علامات الساعة، قد مضى منها: موت النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومضى منها: فتح بيت المقدس، وقد جاء في ذكر فتح بيت المقدس في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ما جاء بعدها من ذكر الموتان، وهي أوبئة وطواعين أصابت الناس، فجاء طاعون عمواس، حيث أن الناس في زمن عمر -رضي الله عنه- أصابهم ذاك الطاعون في بلاد الشام، فهلك خلق كثير، وقد قال بعض أهل العلم: أنه هو الذي أراده رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بموت يأخذ فيكم كأقعاص الغنم" أي: كمرض يصيب الغنم يفتك بها، ويهلك منها الاعداد الكثيرة.
وبعض أهل العلم يقول: إنه ليس محصورا في طاعون عمواس، الذي مات فيه عدد من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بل هو متكرر بعد ذلك، فقد كثر الموت في هذه الامة في أزمنة متعددة، بكل ما أخبر به رسولنا -صلى الله عليه وسلم- بالقتل، وبالاوبئة، فقد جاءت أحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منها: حديث عائشة -رضى الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون" [رواه أحمد].
والطعن، هو القتل.
والطاعون، هو الوباء.
وهذا مما بشر به النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخبر، وهو لا ينطق عن الهوى، ذكر المؤرخون: أن كثرة الموتان له أسباب من كثرة المجاعات، أو كثرة الفتن، أو كثرة الهرج، والقتل، أو وقوع الوباء، وسببه في الغالب فساد الهواء لكثرة العمران، لكثرة ما يكون بداخله، ويخالطه من العفن، والرطوبات المفسدة، وإذا فسد الهواء، وهو غذاء الروح الحيواني، فإنه يسري الفساد، فيكون بذلك ما يكون ما عرف في الأزمنة المتأخرة من الفيروسات، وغيرها من أسباب الهلكة، والموت.
وكذلك تكون جزاء مرتبا على ما يراه الله -عز وجل- من الفساد في الأخلاق، والاختلال في التدين، والبعد عن حدود الله -عز وجل-، وقد أنذر نبينا -صلى الله عليه وسلم-: أن كثرة الفتن تكون بسبب اختلال الدين، والجرأة على المعاصي، سيما الزنا، والربا، فما ظهر الزنى في قوم حتى يجهرو ابه إلا كثر فيهم من الطواعين، والأوجاع، ما لم يكن في أسلافهم.
ودلت السنة: على أن الفواحش والبغي أيضا سببان لكثرة ا?وبئة، ففي الحديث: "لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم من الطواعين، والاوجاع التي لم تكن فيمن مضى من أسلافهم الذين مضوا".
وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "ما ظهر البغي -أي الظلم والجور والعدوان- في قوم قط إلا ظهر فيهم الموتان".
فهذا هو سبب هذه الاوبئة: كثرت المعاصي، والفواحش، وكثرة الظلم والجور.
وقد وقع في المائة الاولى من هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- أربعة طواعين مهلكة ابتلي بها الناس آنذاك، فمنها: الطاعون الذي وقع في السنة السادسة من هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- عام صلح الحديبية، لكنه لم يكن في جزيرة العرب، بل وقع في بلاد الشام، في بلاد فارس والروم، وسلم منه أهل الاسلام.
ثم الطاعون الثاني: وهو طاعون عمواس في بلاد الشام أيضا، واسشتشهد فيها جمع من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أبرزهم معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، وأبو عبيدة بن الجراح، وشرحبيل بن حسنة، والفضل بن العباس بن عبد المطلب، وغيرهم، وقد هلك فيه أكثر من خمسة وعشرين ألفا، وكان عمر حينها يفتح بيت المقدس في فلسطين، ثم انصرف بالمسلمين تنفيذا لما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا سمعتم بالطاعون في بلد فلا تدخولها، وإن كنتم فيها فلا تخرجوا منها".
وهذا تأصيل لنظام الحمية في الإسلام، والحجر الصحي، فمن كان في بلد موبوء، فلا يجوز له أن يخرج منه، حتى لا ينقل العدوى، فكم من حامل للمرض ليس بمريض.
ومن كان في خارج البلد، فلا يجوز له أن يدخلها إذا تيقن الوباء؛ حتى لا يصاب بما هو منه في عافية.
وحصل طاعون بعد ذلك أيضا سمي الطاعون: الجارف؛ لكثرة ما اجترف من الناس وأهلك، وذلك في زمن دولة عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه وأرضاه-، وقد جاء فيه أنه هلك في يوم واحد سبعون ألفا، ومات فيه لانس بن مالك -رضي الله عنه- خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من دعا له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بثلاث دعوات عندما طلبت أمه من رسول الله ذلك، فقالت: ادع لبني هذا، فقال: "اللهم كثر ماله وولده، وأدخله الجنة" فكثر ولده، حتى أنه في هذا الطاعون الجارف مات له في يوم واحد ثلاثة وسبعون ولدا.
قال الفقهاء: ومات لعبد الرحمن بن أبي بكرة -رضي الله عنه- أربعون ابنا في يوم واحد.
ومات لعبيد الله بن عمير ثلاثون ابنا.
ومات لصدقة بن عامر سبعة أبناء في يوم واحد، دخل بيته فوجدهم قد سجوا جميعا، فقال : "اللهم إني مسلم مسلم".
وقال معاذ التمار: وأخبرت أن الدار تصبح وفيها خمسون، فتمسي وليس فيها أحد.
وأما الطاعون الرابع في المائة الآولى: فكان سنة 87 من الهجرة، ويسمى طاعون: الفتيات؛ لآنه بدأ في العذارى، والبنات، والجواري، وابتدأ من البصرة في العراق، وبواسط، ثم انتقل إلى الشام، والكوفة، ومات فيه كثير من الناس، حتى مات منهم عبد الملك بن مروان الخليفة، ولذا يسميه بعض المؤرخين بطاعون: الاشراف؛ لكثرة ما مات فيه من أصحاب المكانة والشرف.
وتتابعت الاوبئة والطواعين عبر القرون، ووقع ما أخبر به رسولنا -عليه الصلاة والسلام- من كثرة الموتان، وأنه من علامات الساعة، وأن فناء أمته صلى الله عليه وسلم بالطعن، والطاعون، أي بالقتل، والاوبئة، فكان صلى الله عليه وسلم قد أخبر بما يقع، وهو الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام.
عباد الله: في زماننا هذا كثرت الاوبئة، وكان فيها من الاوبئة ما لا يعرف في الزمن السابق، فانتشر في الناس أمراض غريبة عجيبة، فهذا ا?يدز، وهذا السارس، وهذا جنون البقر، وهذا انفلونزا الطيور والخنازير، وغيرها من الاسماء التي ظهرت، وتظهر كل يوم في مسمى جديد، ومنها: الكورونا، ومنها: آيبولا، ومنها غيره، حتى أن منظمة الصحة الدولية سجلت في خمسة أعوام فقط أكثر من مائة وألف وباء، في مناطق العالم المختلفة، وبإذن الله -تعالى- تمكن الخلق من السيطرة عليها، واكتشاف اللقاحات التي تمنعها -بإذن الله عز وجل-؛ لكن إذا أذن الله بفناء جمع من الناس عجزوا عن السيطرة عليها، والله يحكم لا معقب لحكمه.
(وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يونس: 107].
اللهم بارك لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الايات والذكر الحكيم.
نسأل الله أن يتم على هذه البلاد الأمن والإيمان، وأن يصرف عنها كل شر وفتنة، وأن يعافي إخواننا المسلمين
المصادر
القران الكريم
صحيح مسلم
صحيح البخاري
مسند احمد